قال في «الفتحِ»: لم أعرفْ اسمَ الرَّجل الَّذي طعنَه، ووقع في «السِّيرة» لابن إسحاق: ما ظاهرهُ أنَّه عامِرُ بنُ الطُّفيل؛ لأنَّه قال: فلمَّا نزلُوا -أي: الصَّحابة- بئرَ معونة بعثُوا حرام بن مِلحان بكتابِ رسول الله ﷺ إلى عامِر بنِ الطُّفيل، فلمَّا أتَاه لم ينظُر في كتابهِ حتَّى عدا عليهِ فقتلَهُ. انتهى.
(قَالَ) حَرَام لَمَّا طُعِن: (اللهُ أَكْبَرُ، فُزْتُ) بالشَّهادة (وَرَبِّ الكَعْبَةِ، فَلُحِقَ الرَّجُلُ) الذي هو رفيقُ حَرامٍ، فلم يمكِّنوه أن يرجِعَ إلى المسلمين، بل لحقَه المشركُون فقتلُوه وقتلُوا أصحابَه كما قالَ (فَقُتِلُوا كُلُّهُمْ غَيْرَ) الرَّجل (الأَعْرَجِ، كَانَ فِي رَأْسِ جَبَلٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ) تعالى (عَلَيْنَا، ثُمَّ كَانَ مِنَ المَنْسُوخِ) تلاوةً، والجملةُ معترضَة بين قولهِ:«فأنزلَ اللهُ علينا» وبين قوله: (إِنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا، فَدَعَا النَّبِيُّ ﷺ عَلَيْهِمْ) لمَّا بلغَه خبرهُم (ثَلَاثِينَ صَبَاحًا) في القنوتِ (عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَِحْيَانَ وَعُصَيَّةَ الَّذِينَ عَصَوُا اللهَ وَرَسُولَهُ ﷺ) وإنَّما شَرَك بين القاتلين هنا وبين غيرهم في الدُّعاء؛ لورودِ خبرِ بئرِ مَعُونة وأصحابِ الرَّجيع في ليلةٍ واحدةٍ، كما مرَّ قريبًا [خ¦٤٠٩٠].
ونقلَ العينيُّ عن «كتاب شرف المصطفى»: أنَّه ﷺ لمَّا أصيبَ أهلُ بئرِ مَعُونة جاءتِ الحُمَّى إليه، فقال لها:«اذهَبي إلى رِعلٍ وذَكوانَ وعُصيَّةَ عصَت الله ورسوله» فأتتهُم، فقتلَتْ