طَيِّبٌ) ثمَّ (قَالَ) ﵊: (قُلْ لَهَا) أي: لسُهيلة: (لَا تَنْزِعُ البُرْمَةَ) من فوقِ الأَثَافي (وَلَا) تنزعُ (الخُبْزَ مِنَ التَّنُّورِ حَتَّى آتِيَ) أي: أجيءَ إلى بيتكُم (فَقَالَ) ﵊ لمن حضرَ من أصحابهِ، ولأبي ذرٍّ «قالَ»: (قُومُوا) أي: إلى أكلِ جابرٍ (فَقَامَ المُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ) وسقط قولُه «والأنصارُ» لأبي ذرٍّ وابنِ عساكرٍ، وإثباتُه أوجه، وليونُس بن بكيرٍ في زيادةِ «المغازي»: «فقال للمسلمينَ جميعًا: قومُوا» (فَلَمَّا دَخَلَ) جابرٌ (عَلَى امْرَأَتِهِ) سُهيلة (قَالَ) لها: (وَيْحَكِ) كلمةُ رحمةٍ تقالُ لمن وقعَ في هلكةٍ لا يستحقُّها، نُصِبَ بإضمارِ فعلٍ (جَاءَ النَّبِيُّ ﷺ بِالمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَمَنْ مَعَهُمْ. قَالَتْ) له: (هَلْ سَأَلَكَ) ﷺ عن شأنِ الطَّعام؟ قال جابرٌ: (قُلْتُ) لها: (نَعَمْ) سألني، وفي روايةِ يونس: «قال: فلقيتُ من الحياءِ ما لَا يعلمُه إلَّا الله ﷿، وقلتُ: جاء الخلقُ على صاعٍ من شعيرٍ وعَنَاقٍ، فدخلتُ على امرأتي أقولُ: افتُضحتُ جاءكِ رسولُ الله ﷺ بالجندِ أجمعين، فقالتْ: هل كانَ سألكَ كمْ طعامك؟ فقلتُ: نعم. فقالت: الله ورسوله أعلمُ، نحنُ قد أخبرنَاه بما عندنَا، فكشفتْ (١) عنِّي غمًّا شديدًا» (فَقَالَ) ﵊ لمن معه: (ادْخُلُوا) البيتَ (وَلَا تَضَاغَطُوا) بضاد وغين معجمتين وطاء مهملة مشالة، لا تزدحِموا (فَجَعَلَ) ﵊ (يَكْسِرُ الخُبْزَ وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ اللَّحْمَ، وَيُخَمِّرُ البُرْمَةَ وَالتَّنُّورَ) يغطيهما (إِذَا أَخَذَ مِنْهُ، وَيُقَرِّبُ إِلَى أَصْحَابِهِ ثُمَّ يَنْزِعُ) بالتحتية المفتوحة والنون الساكنة والزاي المكسورة والعين المهملة، أي: يأخذُ اللَّحم من البُرْمة، ويقرِّب إلى أصحابهِ (فَلَمْ يَزَلْ يَكْسِرُ الخُبْزَ وَيَغْرِفُ) من البُرْمة (حَتَّى شَبِعُوا وَبَقِيَ بَقِيَّةٌ. قَالَ) ﵊ لامرأةِ جابرٍ: (كُلِي هَذَا) الَّذي بقِي (وَأَهْدِي) بهمزة قطع مفتوحة وكسر الدال المهملة، أي: ابعثِي منهُ، ثمَّ بيَّن سبب ذلك بقولهِ: (فَإِنَّ النَّاسَ أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ) بفتح الميم، وفي روايةِ يونس: «فلمْ نزلْ نأكلُ ونُهْدِي يومَنا أجمعَ».
وهذا الحديثُ من أفرادهِ.
(١) في (ب): «فكشف».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute