للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِسْطَحٍ قِبَلَ بَيْتِي) أي: جهتهُ (حِينَ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا، فَعَثَرَتْ) بمثلثةٍ وفتحات (أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا) بكسر الميم، أي: كِسائها (فَقَالَتْ: تَعَسَ) بفتح العين، ولأبي ذرٍّ «تعِسَ» بكسرها (مِسْطَحٌ) كُبَّ لوجههِ أو هلك (فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ، أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا؟! فَقَالَتْ: أَيْ هَنْتَاهْ) بسكون الهاء، ولأبي ذرٍّ: بضمها (١)، يا هذه (وَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ) مسطحٌ؟ (قَالَتْ) عائشة : (وَقُلْتُ) لها: (مَا) ولأبي ذرٍّ «ومَا» (قَالَ؟ فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ. قَالَتْ: فَازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ تِيكُمْ؟ فَقُلْتُ لَهُ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ؟) بتشديد الياء (قَالَتْ: وَأُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الخَبَرَ) الذي سمعتهُ (مِنْ قِبَلِهِمَا) أي: من جهتهما (قَالَتْ: فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللهِ ) في ذلك فأتيتهما (فَقُلْتُ لأُمِّي: يَا أُمَّتَاهُ) بفوقيةٍ بعد الميم (مَاذَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ) به؟ (قَالَتْ: يَا بُنَيَّةُ) ولأبي ذرٍّ: بالكسرِ (هَوِّنِي عَلَيْكِ) الشَّأنَ (فَوَاللهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةً) أي: حسنةً جميلةً (عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا لَهَا ضَرَائِرُ إِلَّا كَثَّرْنَ) بتشديدِ المثلثة، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ «إلَّا أكثرنَ» (عَلَيْهَا) القولَ في عيبها ونَقْصِها، والمرادُ: بعضُ أتباعِ ضرائرها، كحمنةَ بنتِ جحشٍ أختِ زينبَ، أو نساءُ ذلك الزَّمان، فالاستثناءُ منقطعٌ؛ لأنَّ أمهاتِ المؤمنين لم يعبنها.

(قَالَتْ) عائشة : (فَقُلْتُ) متعجبةً من ذلك: (سُبْحَانَ اللهِ! أَوَلَقَدْ) بهمزةِ الاستفهام (تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا؟ قَالَتْ: فَبَكَيْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، حَتَّى أَصْبَحْتُ لَا يَرْقَأُ) بالقاف والهمز، لا ينقطعُ (لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ) لأنَّ الهمومَ موجبةٌ للسَّهرِ وسيلانِ الدُّموع (ثُمَّ أَصْبَحْتُ


(١) في (د) و (م): «بسكون النون وقد تفتح، ولأبي ذرٍّ بضمِّها»، ولعله أراد ضم الهاء في رواية أبي ذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>