للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَبْكِي، قَالَتْ: وَدَعَا رَسُولُ اللهِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ) (وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الوَحْيُ) بالرَّفعِ، أي: حينَ طالَ لبثُ نزولهِ حال كونه (يَسْأَلُهُمَا) عن ذلك (وَيَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ) لم تقلْ: في فراقِي؛ لكراهتها التَّصريحَ بإضافةِ الفراقِ إليها (قَالَتْ: فَأَمَّا أُسَامَةُ، فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللهِ بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِي يَعْلَمُ لَهُمْ فِي نَفْسِهِ) أي: من الودِّ (فَقَالَ أُسَامَةُ): همْ (أَهْلُكَ) العفائف (١)، كذا: «أهلُكَ» بالرفع لأبي ذرٍّ، ولغيرهِ: «أهلَكَ» بالنَّصبِ، أي: أمسِك أهلكَ (وَلَا نَعْلَمُ) عليهم (إِلَّا خَيْرًا، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ يُضَيِّقِ اللهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ) بالتَّذكير على إرادةِ الجنسِ (وَسَلِ الجَارِيَةَ) بريرةَ، ولعلَّها كانت تخدمُ عائشةَ حينئذٍ قبل شرائها، أو كانت اشترتها وأخَّرتْ عتقَها إلى بعد الفتحِ (تَصْدُقْكَ) بالجزمِ على الجزاءِ، وهي لم تعلمْ منها إلَّا البراءةَ فتخبرك (قَالَتْ: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ بَرِيرَةَ فَقَالَ: أَيْ بَرِيرَةُ، هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ؟) أي: من جنسِ ما قيل فيها (قَالَتْ لَهُ بَرِيرَةُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، مَا رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا قَطُّ أَغْمِصُهُ) بغين معجمة وصاد مهملة، أي: أعيبهُ عليها (غَيْرَ أَنَّهَا) ولأبي ذرٍّ وابنِ عساكرٍ «أكثرَ مِن أنَّها» (جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا، فَتَأْتِي الدَّاجِنُ) بكسر الجيم، الشَّاة، وقيل: كلُّ ما يألف البيوتَ شاة أو غيرها (٢) (فَتَأْكُلُهُ. قَالَتْ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ مِنْ يَوْمِهِ، فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ وَهْوَ عَلَى المِنْبَرِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ، مَنْ يَعْذِرُنِي) أي: من يقومُ بعذري إن كافأتهُ على قبيحِ فعلهِ ولا يلُمني؟ أو من ينصُرني (مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي عَنْهُ أَذَاهُ فِي أَهْلِي؟ وَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا) هو صفوانُ بن المُعطِّل (مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، وَمَا يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي. قَالَتْ: فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ) سقطَ لأبي ذرٍّ وابن عساكر «ابنُ معاذٍ» (أَخُو بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ أَعْذِرُكَ) بفتح الهمزة وكسر الذال المعجمة، منه (فَإِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ) قبيلتُنا (ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ) فيه (قَالَتْ) عائشةُ (فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ


(١) في (م): «بالعفاف»، وفي (ص): «بالعفائف».
(٢) قوله: «وقيل: كل ما يألف البيوت شاة أو غيرها»: ليست في (م) و (ص) و (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>