للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ (١) (لِعَامِرٍ) عمِّ سلمةَ ابنِ الأكوعِ: (يَا عَامِرُ، أَلَا تُسْمِعُنَا مِنْ هُنَيْهَاتِكَ) بهاءين أولاهما (٢) مضمومة بعدها نون مفتوحة فتحتية ساكنة، مصغَّر هَنَةٍ، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ «هُنَيَّاتك» بهاء واحدة مضمومة وتشديد التَّحتية، أي: من أراجيزك. وعند ابنِ إسحاق من حديث نَصْر بن دَهْر الأسلميِّ: أنَّه سمع رسول الله يقول في مسيرهِ إلى خيبرَ لعامرِ بنِ الأكوعِ -وهو عمُّ سلمةَ بنِ الأكوعِ، واسم الأكوعِ: سنان- «انزلْ يا ابنَ الأكوعِ فاحْدُ لنا من هُنَيَّاتِك» ففيه أنَّه هو الَّذي أمره بذلك (وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ «حَدَّاء» (فَنَزَلَ يَحْدُو بِالقَوْمِ يَقُولُ:

اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا

وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا)

قال في «الفتح»: في هذا القسم زِحَافُ الخَزْمِ بمعجمتين؛ وهو زيادة سبب خفيف في أوله، وأكثر هذا الرَّجز قد (٣) تقدَّم في «الجهاد» [خ¦٢٨٣٧] من حديث البَراء بن عازبٍ، وأنَّه من شعر عبدِ الله بن رَوَاحة، فيحتملُ أن يكون هو وعامرٌ تواردا على ما تواردا منه؛ بدليل ما وقع لكلٍّ منهما ممَّا ليس عند الآخر، أو (٤) استعان عامرٌ ببعض ما سبقه إليه ابنُ رَوَاحة.

(فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ) بكسر الفاء والمدِّ، والمخاطب بذلك النَّبيُّ ، أي: اغفرْ لنا تقصيرنا (٥) في حقِّك ونصرك؛ إذ لا يُتصوَّر أن يقال مثل هذا الكلام للباري تعالى، وقوله: «اللَّهمَّ» لم


(١) في (د): «لم يعرف اسمه».
(٢) في (ص) و (د): «أولهما».
(٣) «قد»: ليس في (د).
(٤) في (م) و (د): «و»، وفي (ص): «لو».
(٥) في (م): «بتقصيرنا».

<<  <  ج: ص:  >  >>