للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الزُّهريُّ: (يُرِيدُ الدِّيوَانَ) وزاد في رواية معقل: يزيدونَ على عشرةِ آلاف ولا يجمعهم ديوانٌ حافظٌ. وفي «الإكليل» للحاكم من حديث معاذ: أنَّهم كانوا زيادةً على ثلاثينَ ألفًا، وبهذه العدةِ جزمَ ابن إسحاقَ، وأوردهُ الواقديُّ بإسنادٍ آخرَ موصول، وزاد: أنَّه كانت معهم عشرةُ آلافِ فرسٍ، فتُحمل رواية معاذٍ على إرادةِ عددِ الفرسانِ. ولابنِ مردويه: «لا يجمعهم ديوانٌ حافظٌ»، وقد نقلَ عن أبي زرعةَ الرَّازيِّ: أنَّهم كانُوا في غزوة تبوكَ أربعينَ ألفًا، ولا تخالف الرِّواية الَّتي في «الإكليل»: أكثر من ثلاثينَ ألفًا؛ لاحتمالِ أن يكونَ من قال: أربعينَ ألفًا، جبر الكسرَ. قاله في «الفتح»، وتعقَّبهُ شيخُنَا فقال: بل المرويُّ عن أبي زرعةَ أنَّهم كانُوا سبعينَ ألفًا (١). نعم، الحصرُ بالأربعين في حجَّةِ الوداعِ، فكأنَّه سبقُ قلمٍ أو انتقالُ نظرٍ.

(قَالَ كَعْبٌ) بنُ مالكٍ -بالإسناد السَّابق-: (فَمَا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَغَيَّبَ إِلَّا ظَنَّ أَنْ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي «أنَّه» (سَيَخْفَى لَهُ) لكثرةِ الجيشِ (مَا لَمْ يَنْزِلْ) بفتح أوله وكسر ثالثه (فِيهِ وَحْيُ اللهِ، وَغَزَا رَسُولُ اللهِ تِلْكَ الغَزْوَةَ حِينَ طَابَتِ الثِّمَارُ وَالظِّلَالُ) وفي رواية موسى بن عقبة، عن ابن شهابٍ: «في قيظٍ شديدٍ في ليالِي الخريفِ، والنَّاسُ خارفونَ في نخيلِهِم» (وَتَجَهَّزَ رَسُولُ اللهِ وَالمُسْلِمُونَ مَعَهُ، فَطَفِقْتُ) فأخذتُ (أَغْدُو) بالغين المعجمة (لِكَيْ أَتَجَهَّزَ مَعَهُمْ، فَأَرْجِعُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا) من جهازِي (فَأَقُولُ فِي نَفْسِي: أَنَا قَادِرٌ عَلَيْهِ) متى شئتُ (فَلَمْ يَزَلْ يَتَمَادَى بِي) الحال (حَتَّى اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الجِدُّ) بكسر الجيم والرفع فاعلًا؛ وهو الجهدُ في الشَّيءِ والمبالغةُ فيه، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي «حتى اشتدَّ النَّاسُ» بالرفع على الفاعلية «الجدَّ» بالنصب على نزعِ الخافض، أو نعت لمصدر محذوف، أي: اشتدَّ النَّاسُ الاشتدادَ الجدَّ (فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ وَالمُسْلِمُونَ مَعَهُ وَلَمْ


(١) «ألفًا»: ليست في (ص) و (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>