للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَقْضِ مِنْ جَهَازِي شَيْئًا) بفتح الجيم (فَقُلْتُ: أَتَجَهَّزُ بَعْدَهُ) (بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ، فَغَدَوْتُ) بالغين المعجمة (بَعْدَ أَنْ فَصَلُوا) بالصاد المهملة (لأَتَجَهَّزَ، فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، ثُمَّ غَدَوْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى أَسْرَعُوا) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ «شَرعُوا» بالشين المعجمة. قال الحافظ ابن حجرٍ: وهو تصحيفٌ (وَتَفَارَطَ الغَزْوُ) بالفاء والراء والطاء المهملتين، أي: فات وسبق (وَهَمَمْتُ أَنْ أَرْتَحِلَ (١) فَأُدْرِكَهُمْ) بالنَّصب عطفًا على «أرتحلَ» (وَلَيْتَنِي فَعَلْتُ) ذلك (فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي ذَلِكَ) فيه: أنَّ المرءَ إذا لاحَت له فرصةٌ في الطَّاعةِ فحقُّهُ أن يبادِرَ إليها ولا يُسوِّف بها لئلَّا يُحرمها.

قال كعب: (فَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ فِي النَّاسِ بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللهِ فَطُفْتُ فِيهِمْ أَحْزَنَنِي أَنِّي لَا أَرَى إِلَّا رَجُلًا مَغْمُوصًا) بفتح الميم وسكون الغين المعجمة بعدها ميم أخرى مضمومة فواو فصاد مهملة (عَلَيْهِ النِّفَاقُ) أي: يظنُّ به النِّفاق ويُتَّهمُ به، و «أنِّي» بفتح الهمزة. قال الزَّركشيُّ: على التَّعليل. قال في «المصابيح»: ليس بصحيحٍ، إنَّما هي وصِلَتُها فاعلُ «أحزنَنِي» (أَوْ رَجُلًا مِمَّنْ عَذَرَ اللهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ، وَلَمْ يَذْكُرْنِي رَسُولُ اللهِ حَتَّى بَلَغَ تَبُوكَ، فَقَالَ -وَهْوَ جَالِسٌ فِي القَوْمِ بِتَبُوكَ-: مَا فَعَلَ كَعْبٌ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ) بكسر اللام، وهو عبدُ الله بنُ أُنيسٍ السَّلَميُّ؛ بفتح السين واللام، كما قال الواقديُّ. قال في «الفتح»: وهو غير الجهنيِّ الصَّحابيِّ المشهور (يَا رَسُولَ اللهِ، حَبَسَهُ بُرْدَاهُ) تثنية برد (وَنَظَرُهُ فِي عِطْفَيْهِ) بكسر العين المهملة والتثنية، أي: جانبيه، كنايةً عن كونه معجَبًا (٢) بنفسهِ ذا زهوٍ وتكبُّرٍ، أو لباسِه، أو كنَّى به عن حسنِهِ وبهجتهِ، والعربُ تصفُ الرِّداءَ بصفةِ الحسنِ، وتسمِّيه عطفًا لوقوعهِ في عطفَي الرَّجلِ، وفي نسخة «باليونينية» «في عطفِهِ» بالإفراد (فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ) له: (بِئْسَ مَا قُلْتَ، وَاللهِ -يَا رَسُولَ اللهِ- مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ ) فبينما هو كذلك رأَى رجُلًا منتصبًا يزولُ به السَّرابُ، فقال رسولُ الله : «كُن أبا خيثمةَ» فإذا هو أبو خيثمةَ سعدُ بن (٣) خيثمةَ


(١) في (م): «أرحل».
(٢) في (ص): «تعجبًا».
(٣) في الأصول زيادة: «أبي» وليست في مصادر التخريج ولا «الفتح».

<<  <  ج: ص:  >  >>