للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

طريق العوفيِّ عن ابن عبَّاسٍ: «أو كطالب الماء من البئر بلا دلوٍ ولا رشاءٍ، يمدُّ يده إليها (١)؛ ليرتفع الماء إليه» رواه الطَّبريُّ (٢) أيضًا (٣) من طريق أبي أيُّوب عن عليٍّ.

(وَقَالَ غَيْرُهُ) أي: غير ابن عبَّاسٍ في قوله تعالى: (﴿سَخَّرَ﴾ [الرعد: ٢]) أي: (ذَلَّلَ) الشَّمس والقمر لِمَا يقصد منهما، كتذليل المركوب للرَّاكب، أو لنيل منافعهما، وسقط هذا لأبي ذرٍّ، وفي «اليونينيَّة»: «سخَّر ذلك» بكافٍ بعد اللَّام؛ وهي مصلَّحةٌ في الفرع لامًا؛ وهو (٤) الَّذي رأيته في النُّسخ المعتمدة كنسخة «آل ملك» (٥).

(﴿مُّتَجَاوِرَاتٌ﴾ (٦) [الرعد: ٤]) ومراده قوله تعالى: ﴿وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ﴾ [الرعد: ٤] أي: (مُتَدَانِيَاتٌ) في الأوضاع، مختلفةٌ باعتبار كونها طيِّبةً وسبخةً، رخوةً وصلبةً، صالحةً للزَّرع والشَّجر أو لأحدهما وغير صالحةٍ لشيءٍ، مع أنَّ تأثير الشَّمس وسائر الكواكب فيها على السَّواء، فلم يكن ذلك بسبب الاتِّصالات الفلكيَّة والحركات الكوكبيَّة، وكذلك أشجارها وزروعها مختلفةٌ جنسًا ونوعًا وطعمًا وطبعًا مع أنَّها تُسقَى (٧) بماءٍ واحدٍ، فلا بدَّ من مخصِّصٍ يخصِّصُ كلًّا منها بخاصِّيَّةٍ دون أخرى، وما ذلك إلَّا إرادةُ (٨) الفاعل المختار، وفي نسخةٍ هنا: «وقال مجاهدٌ: ﴿مُّتَجَاوِرَاتٌ﴾ طيِّبها: عذبها، وخبيثها: السِّباخ» وهذا وصله أبو بكرِ بن المنذر من طريق ابن أبي نَجيحٍ عن مجاهدٍ.

(﴿الْمَثُلَاتُ﴾) في (٩) قوله تعالى: ﴿وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ﴾ [الرعد: ٦] ولأبي ذَرٍّ: «وقال


(١) «إليها»: ليس في (د).
(٢) في (د): «الطَّبرانيُّ»، وزيد فيها: «رحمه الله تعالى».
(٣) «أيضًا»: ليس في (ب).
(٤) في (م): «هي».
(٥) قوله: «وفي اليونينيَّة: سخَّر ذلك بكافٍ بعد اللَّام … في النُّسخ المعتمدة كنسخة آل ملك»، سقط من (د). و «آل ملك» نسخة من الصحيح عاد إليها القسطلَّاني في أكثر من موضع لعلها تعود للأمير سيف الدين الحاج آل ملك (ت: ٧٤٧ هـ)، والله تعالى أعلم.
(٦) زيد في (ل) و (م): «ولأبي ذَرٍّ: قال غيره: متجاورات»، ولعلَّه سبق نظرٍ، وفيه خطأٌ.
(٧) في (ص): «تستقي».
(٨) في (م): «لإرادة».
(٩) في غير (د) و (م): «مِن».

<<  <  ج: ص:  >  >>