للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

............. … ومَنْ كُتبِتْ (١) عليه خُطًا مَشَاها

(﴿وَمَا أَنسَانِيهُ﴾) أي: وما أنساني ذكرَه (﴿إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ﴾) نَسَبَه للشَّيطان تأدُّبًا مع الباري تعالى؛ إذ نسبةُ النُّقصِ للنَّفس والشَّيطان أليقُ بمقامِ الأدبِ (﴿وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ (٢) عَجَبًا﴾ [الكهف: ٦٣]) يجوز أن يكون (٣) ﴿عَجَبًا﴾ مفعولًا ثانيًا لـ ﴿اتَّخَذَ﴾ أي: واتخذ سبيله في البحر سبيلًا عجبًا (٤): وهو كونه كالسَّرَب، والجارُّ والمجرور متعلِّق بـ ﴿اتَّخَذَ﴾ وفاعل ﴿اتَّخَذَ﴾ قيل: الحوت، وقيل: موسى، أي: اتَّخذ موسى سبيل الحوت في البحر عَجَبًا (قَالَ: فَكَانَ) دخول الحوت في الماء (لِلْحُوتِ سَرَبًا) مَسلكًا (وَلِمُوسَى وَلِفَتَاهُ عَجَبًا) وهو أنَّ أثرَه بقي إلى حيث سار، أو جمد الماء تحته، أو صار صخرًا، أو ضرب بذنبه فصار المكان يَبَسًا، وعند ابن أبي حاتم من طريق قتادة قال: عَجِبَ موسى أن تَسْرُب (٥) حوتٌ مملَّح في مِكْتَلٍ (فَقَالَ مُوسَى) ليوشع: (﴿ذَلِكَ﴾) الذي ذكرتَه مِن حياة الحوت ودخوله في (٦) البحر (﴿مَا كُنَّا نَبْغِ﴾) أي: الذي نطلبُه؛ إذ هو آيةٌ على المطلوب (﴿فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا﴾ [الكهف: ٦٤] قَالَ: رَجَعَا) في الطَّريق الذي جاءا فيه (يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا) قَصَصًا، أي: يتبعان آثارَ مسيرهما (٧) اتِّباعًا، قال صاحب «الكشف» -فيما حكاه الطِّيبيُّ عنه-: ﴿قَصَصًا﴾: مصدرٌ لفعلٍ مضمرٍ يدُلُّ عليه ﴿فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا﴾ إذ معنى: فارتدا على آثارهما واقتصا الأثر واحدٌ (حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ) أي: التي فعل فيها الحوت ما فعل، كما عند النَّسائيِّ في روايته، فذهبا يلتمسان الخَضِر (فَإِذَا رَجُلٌ) نائم (مُسَجًّى ثَوْبًا) بضمِّ الميم وفتح المهملة وتشديد الجيم منوَّنة (٨)، ولأبي ذَرٍّ عن الكُشْميهَنيّ: «بثوبٍ» أي: مغطًّى كلُّه به،


(١) في (ب): «كتب».
(٢) زيد في (م): «سبيلًا».
(٣) في (ص): «كون».
(٤) قوله: «يجوز أن يكون ﴿عَجَبًا﴾ … »: ليس في (م).
(٥) في (د): «يسرب».
(٦) قوله «في»: ليس في (ص).
(٧) في (ب) و (س): «سيرهما».
(٨) في (ص): «ثوبه».

<<  <  ج: ص:  >  >>