للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من رسالته وتكريمه وتفضيله (فَقِيلَ لَهُ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟) أي: منهم (قَالَ) ولأبي ذَرٍّ: «فقال»: (أَنَا) أي: أعلمُ (فَعَتَبَ اللهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ العِلْمَ إِلَيْهِ) كأنْ يقولَ: اللهُ أعلم (وَأَوْحَى إِلَيْهِ) بفتح الهمزة والحاء (بَلَى، عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي) كائنٌ (بِمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ، هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ) أي: بشيءٍ مخصوصٍ، والعالمُ بالعِلم الخاص لا يلزمُ منه أن يكونَ أعلمَ من العالم بالعِلم العام (قَالَ: أَيْ رَبِّ كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَيْهِ) أي: إلى لقائه؟ (قَالَ: تَأْخُذُ حُوتًا فِي مِكْتَلٍ، فَحَيْثُمَا فَقَدْتَ الحُوتَ) بفتح القاف (فَاتَّبِعْهُ) بهمزة وصل وتشديد الفوقيَّة وكسر الموحَّدة، ولأبي ذَرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ: «فاتْبَعْهُ» بسكون الفوقية وفتح الموحَّدة، أي: اتْبَعْ أثرَ الحوت، فإنَّك ستلقى العبد الأعلم (قَالَ: فَخَرَجَ مُوسَى وَمَعَهُ فَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ) مجرورٌ بالإضافة منصرفٌ، كنوح على الفصحى (وَمَعَهُمَا الحُوتُ) المأمور به (حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ) التي عند مَجمع البحرين (فَنَزَلَا عِنْدَهَا، قَالَ: فَوَضَعَ مُوسَى رَأْسَهُ فَنَامَ -قَالَ سُفْيَانُ) بنُ عُيينةَ بالإسناد السَّابق: (وَفِي حَدِيثِ غَيْرِ عَمْرٍو) لعلَّ الغيرَ المذكورَ -كما قال في «الفتح» - قَتادةُ؛ لِمَا عندَ ابن أبي حاتم من طريقه (قَالَ-: وَفِي أَصْلِ الصَّخْرَةِ عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا) ولأبي الوقت والأَصيلي «له» (الحَيَاةُ) بتاء التأنيث آخره (لَا يُصِيبُ مِنْ مَائِهَا شَيْءٌ) من الحيوان (إِلَّا حَيِيَ) وعند ابن إسحاق: «من شرب منه خُلِّد، ولا يقاربه شيء ميت إلَّا حَيِيَ» ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ والمُستملي: «لا تصيب» بالفوقيَّة، أي: العين شيئًا -أي: من الحيوان- إلَّا حَيِيَ (فَأَصَابَ الحُوتَ مِنْ) رشاش (مَاءِ تِلْكَ العَيْنِ، قَالَ: فَتَحَرَّكَ وَانْسَلَّ مِنَ المِكْتَلِ، فَدَخَلَ البَحْرَ) ولعلَّ هذه العين -إن ثبت النقل فيها- هي التي شرب منها الخضر فخُلِّد، كما قال به جماعةٌ كما مرَّ (فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ مُوسَى ﴿قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا﴾ … الآيَةَ [الكهف: ٦٢]) أي: بعد أن (١) نسي الفتى أن (٢) يخبرَه بأنَّ الحوت حَيِيَ، وانطلاقهما سائرين بقيَّة يومهما وليلتهما، حتى كان مِنَ الغد قال له إذ ذاك: ﴿آتِنَا غَدَاءنَا﴾ (قَالَ: وَلَمْ يَجِدِ النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ مَا أُمِرَ بِهِ) فألقى اللهُ عليه


(١) «أن»: ليست في (ص) و (م).
(٢) «أن»: ليس في (د) و (ص) و (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>