للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجوعَ والنَّصَبَ (قَالَ لَهُ فَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ: ﴿أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ﴾) أي: أنْ أُخبرَك بخبرِه (الآيَةَ) إلى قوله: ﴿ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ﴾ [الكهف: ٦٤] (قَالَ: فَرَجَعَا يَقُصَّانِ فِي آثَارِهِمَا) حتى انتهيا إلى الصخرة (فَوَجَدَا فِي البَحْرِ كَالطَّاقِ مَمَرَّ الحُوتِ) مفعولُ «وجدا» (فَكَانَ لِفَتَاهُ عَجَبًا) إذ هو أمرٌ خارق (وَلِلْحُوتِ سَرَبًا) مسلكًا، وروى ابن أبي حاتم من طريق العوفيِّ عن ابن عبَّاسٍ قال: رجع موسى فوجد الحوت، فجعل موسى يُقدِّم عصاه يفرِّج بها عنه الماء ويتْبع الحوت، وجعل الحوت لا يمسُّ شيئًا من البحر إلَّا يبس حتى يصير صخرة (قَالَ: فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ؛ إِذَا) والذي في «اليونينيَّة» (١): «إذْ» (هُمَا بِرَجُلٍ مُسَجًّى) مغطًّى (بِثَوْبٍ) وفي رواية الربيع عن أنس عند ابن أبي حاتم قال: «انجاب الماء عن مسلك الحوت فصارت (٢) كوَّة، فدخلها (٣) موسى على أثر الحوت فإذا هو بالخضِر» (فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى، قَالَ) الخَضِر بعد أن ردَّ السلام عليه وكشف الثوب عن وجهه: (وَأَنَّى) بهمزة ونون مشدَّدة مفتوحتين، أي: وكيف (بِأَرْضِكَ السَّلَامُ) وأهلُها كفَّارٌ؟ أو لم يكن السلام تحيَّتَهُم (فَقَالَ) موسى بعد أن قال له الخضِر: مَن أنت؟ (أَنَا مُوسَى، قَالَ) الخضر: (مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ) قال له موسى: (﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا﴾) أي: عِلمًا ذا رَشَدٍ أسترشد به (قَالَ) ولأبي ذَرٍّ: «فقال» (لَهُ الخَضِرُ: يَا مُوسَى إِنَّكَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللهِ عَلَّمَكَهُ اللهُ لَا أَعْلَمُهُ، وَأَنَا عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللهِ عَلَّمَنِيهِ اللهُ لَا تَعْلَمُهُ) فكلٌّ منَّا مكلَّفٌ بأمورٍ مِنَ الله (٤) دون صاحبه (قَالَ) موسى: (بَلْ أَتَّبِعُكَ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «هل» والأُولى أوضح (﴿قَالَ﴾) الخضِرُ: (﴿فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ﴾) تُنكره (٥) ابتداءً (﴿حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا﴾) حتى أبدأَكَ ببيانِه (﴿فَانطَلَقَا﴾ يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ (٦)، فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ) ولأبي ذرٍّ:


(١) «إذا، والذي في اليونينيَّة»: سقط من (د).
(٢) في (د): «فصار».
(٣) في (د): «فدخل».
(٤) «من الله»: ليس في (د).
(٥) في (د) و (م): «تكره».
(٦) في (د): «ساحل البحر».

<<  <  ج: ص:  >  >>