للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما فارق مجلسَه (وَلَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ) الذين كانوا حاضرين حينئذٍ (حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ) الوحيُ (فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ البُرَحَاءِ) مِن العرقِ مِن شدَّة الوحيِ (حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الجُمَانِ مِنَ العَرَقِ) بكسر الميم وسكون المثلَّثة مرفوعًا، و «الجمان» بضمِّ الجيم وتخفيف الميم: الدُّر، قال:

كَجُمانةِ البَحْرِيِّ جاء بها … غوَّاصُها مِن لُجَّةِ البحرِ

وقال الداوديُّ: هو شيءٌ كاللؤلؤ يُصنَع مِنَ الفِضَّة، والأوَّل هو المعروف (وَهْوَ فِي يَوْمٍ شَاتٍ مِنْ ثِقَلِ القَوْلِ الَّذِي يُنْزَلُ عَلَيْهِ) بضمِّ الياء وسكون النون وفتح الزاي، و «ثقَل»: بكسر المثلَّثة وفتح القاف (قَالَتْ: فَلَمَّا سُرِّيَ) بضمِّ المهملة وكسر الراء مشدَّدة: كُشِفَ (عَنْ رَسُولِ اللهِ سُرِّيَ عَنْهُ وَهْوَ يَضْحَكُ) سرورًا، والجملةُ حاليَّةٌ (فَكَانَتْ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ: «فكان» (أَوَّلُ) لم يضبط اللَّام من «أوَّل» في الفرع ولا في أصله (١) (كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا: يَا عَائِشَةُ، أَمَّا اللهُ ﷿ بتشديد ميم «أمَّا» (فَقَدْ بَرَّأَكِ) بالقرآن ممَّا قاله أهل الإفك فيك (فَقَالَتْ) ولأبي ذرٍّ: «قالت» (أُمِّي) أمُّ رُومان: (قُومِي إِلَيْهِ) ؛ لأجل ما بشَّرك به (قَالَتْ) عائشةُ: (فَقُلْتُ: وَاللهِ) ولأبي ذرٍّ: «لا والله» (لَا أَقُومُ إِلَيْهِ) وَالَى اللهُ صلاتَه وسلامَه عليه (وَلَا أَحْمَدُ إِلَّا اللهَ ﷿ الذي أنزل براءَتي (وَأَنْزَلَ اللهُ) بالواو، ولأبي ذرٍّ: «فأنزل الله» ﷿: (﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ﴾ … العَشْرَ الآيَاتِ كُلَّهَا) قال ابن حجر: آخر العشر: ﴿وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: ١٩]. انتهى. وأقول: بل هي تسعة، ولعلَّه عدَّ قوله: ﴿لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: ١١] رأس آية، وليس كذلك، بل تشبه فاصلةً وليست بفاصلةٍ، كما نصَّ عليه غيرُ واحدٍ منَ العادِّين، وحينئذٍ فآخرُ العشر: ﴿رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [النور: ٢٠] وفي رواية عطاءٍ الخراسانيِّ عن الزُّهريِّ: فأنزل الله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ﴾ … إلى قوله: ﴿أَن يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [النور: ٢٢] وقول ابن حجر: إنَّ عدد الآي إلى هذا الموضع ثلاث عشرة آية، فلعل في قولها: العشر الآيات مجازًا بطريق (٢) إلغاء الكسر، بناه على عدِّ ﴿أَلِيمٌ﴾ كما مرَّ، فالصوابُ أنَّها اثنتا عشرة. انتهى. فتأمل هذا التشريف والإكرام الناشئ عن فَرْط تواضُعِها واستصغارِها نفسَها (٣)، حيث قالت:


(١) قوله: «لم يضبط اللَّام من أوَّل في الفرع ولا في أصله»، سقط من (د).
(٢) زيد في (م): «الإكرام».
(٣) في (ص): «لنفسها».

<<  <  ج: ص:  >  >>