للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وَقَالَ غَيْرُهُ) غيرُ ابنِ عبَّاسٍ مفسِّرًا لقوله تعالى: ﴿وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا﴾ [الفرقان: ١١] (السَّعِيرُ مُذَكَّرٌ) لفظًا، أو من حيث إنَّ «فعيلًا» يُطلق على المذكَّر والمؤنَّث (وَالتَّسَعُّرُ (١) وَالاِضْطِرَامُ) معناهما: (التَّوَقُّدُ الشَّدِيدُ) وعن الحسن: السعيرُ اسمٌ مِن أسماء جهنَّم.

(﴿تُمْلَى عَلَيْهِ﴾) في قوله: ﴿وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ﴾ [الفرقان: ٥] أي: (تُقْرَأُ عَلَيْهِ (٢)، مِنْ أَمْلَيْتُ) بتحتيَّة ساكنة بعد اللَّام (وَأَمْلَلْتُ) «بلام» بدل: «التحتيَّة»، والمعنى: أنَّ هذا القرآن ليس مِنَ الله، إنَّما سطَّرَه الأوَّلون، فهي تقرأ عليه ليحفَظَها (٣).

(الرَّسُّ) في قوله تعالى: ﴿وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ﴾ [الفرقان: ٣٨] أي: (المَعْدِنُ، جَمْعُهُ) بسكون الميم، ولأبي ذرٍّ: «جميعه» بكسرها ثم تحتيَّة (رِسَاسٌ) بكسر الرَّاء، قاله أبو عُبيدة، وقيل: أصحابُ الرَّسِّ ثمودُ؛ لأنَّ الرَّسَّ البئر التي لم تُطْوَ، وثمود أصحاب آبارٍ (٤)، وقيل: الرَّسُّ: نهرٌ بالمشرق، وكانت قُرى أصحاب الرَّسِّ على شاطئِ النهر، فبعث اللهُ إليهم نبيًّا من أولاد يهوذابن يعقوب، فكذَّبوه، فلبِثَ فيهم زمانًا، فشكى إلى الله منهم، فحفروا بئرًا ورسُّوه (٥) فيها، وكانوا عامَّة يومهم يسمعون أنينَ نبيِّهم، وهو يقول: سيدي، ترى ضِيقَ مكاني، وشدَّة كَرْبِي، وضَعْفَ رُكنِي، وقِلَّة حِيلَتِي. فأرسل اللهُ عليهم رِيحًا عاصفةً شديدةَ الحَرِّ، وصارتِ الأرضُ مِن تحتهم حَجَرَ كِبريتٍ يتوقَّد (٦)، وأظلتْهُم سحابةٌ سوداءُ فذابتْ أبدانُهم كما يذوبُ الرَّصاص، وقيل غير ذلك.


(١) في (ب): «التسعير».
(٢) «عليه»: سقط من (د).
(٣) زيد في (ل) و (م) وهامش (ج): «﴿اكْتَتَبَهَا﴾ كاتب له، فحُذِفت اللَّام، وأفضى الفعل إلى الضمير، فصار: اكتتبها إيَّاه كاتب، ثمَّ حُذِف الفاعل، وبُنِيَ الفعل للضمير الذي هو إيَّاه، فاستتر فيه».
(٤) في (ص): «آثار».
(٥) في غير (د): «وأرسلوه».
(٦) في (م): «فتوقده»، وفي (ص): «فيوقده».

<<  <  ج: ص:  >  >>