للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(﴿أَوْزِعْنِي﴾) في قوله: ﴿رَبِّ أَوْزِعْنِي﴾ [النمل: ١٩] أي: (اجْعَلْنِي) أزع شُكْرَ نعمتِكَ عندي.

(وَقَالَ مُجَاهِدٌ) فيما وصله الطبريُّ في قوله: (﴿نَكِّرُوا﴾ [النمل: ٤١]) أي: (غَيِّرُوا) لها عرشها إلى حالةٍ تُنْكِرُه إذا رأَتْه، روي: أنَّه جُعِلَ أسفلُه أعلاه وأعلاه أسفلَه، ومكانُ الجوهرِ الأحمرِ أخضرَ ومكانُ الأخضرِ أحمرَ.

(﴿وَأُوتِينَا الْعِلْمَ﴾ [النمل: ٤٢]) قال مجاهد: (يَقُولُهُ سُلَيْمَانُ) وقال في «الأنوار» و «اللباب» وغيرهما: من قول سليمان وقومه، فالضميرُ في ﴿قَبْلِهَا﴾ عائدٌ على بَلْقيس، فكأنَّ سليمانَ وقومَه قالوا: إنَّها قد أصابت في جوابها وهي عاقلة، وقد رُزِقَتِ الإسلامَ، ثم عطفوا على ذلك قولَهم: وأوتينا (١) نحنُ العلمَ بالله وبقدرتِه على ما يشاء مِن قَبْلِ هذه المرأةِ مثلَ علمِها، وغرضُهم من ذلك شكرُ الله تعالى في أنْ خصَّهم بمزيد التقدُّم في الإسلام، قاله مجاهدٌ، أو هو مِن تتمَّة كلامها، فالضميرُ في ﴿قَبْلِهَا﴾ راجعٌ للمعجزة أو (٢) الحالة الدال (٣) عليهما السياق، والمعنى: وأوتينا العلم بنبوَّة سليمان مِن قَبْلِ ظهور هذه المعجزة أو مِنْ قبل هذه الحالة، وذلك لمَّا رأت مِنْ أمرِ الهُدْهُدِ وغيره.

(الصَّرْحُ): هو (بِرْكَةُ مَاءٍ ضَرَبَ عَلَيْهَا سُلَيْمَانُ) (قَوَارِيرَ) وهو الزُّجَاج الشَّفَّاف (أَلْبَسَهَا إِيَّاهُ) وللأصيليِّ: «إيَّاها»، وكان قد ألقى في هذا الماء كلَّ شيءٍ مِن دوابِّ البحر؛ من السمك، والضفادع، وغيرهما، ثم وضع سريرَه في صدره وجلس عليه، وعكفت عليه الطير والجِنُّ والإنس، وقيل: إنَّه اتخذ صُحُفًا (٤) من قوارير، وجعلَ تحتَها تماثيلَ مِنَ الحيتان والضفادع، فكان الرائي يظنُّه ماءً.


(١) في (ص): «أتينا».
(٢) في (ص) و (م): «و».
(٣) في (ص) و (م): «الدالة» كذا في اللباب.
(٤) في (د) و (ص) و (م): «صحنا».

<<  <  ج: ص:  >  >>