للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(﴿أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾) في قولهِ تعالى: ﴿قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ [الزخرف: ٨١] السَّابق تفسيره قريبًا عن مجاهد: بأوَّل المؤمنين، وفسَّره هنا بقوله: (أَيْ: مَا كَانَ) يريد أنَّ ﴿إِن﴾ في قولهِ: ﴿إِن كَانَ﴾ نافية لا شرطيَّة، ثمَّ أخبرَ بقوله: ﴿فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ أي: الموحِّدين من أهل مكَّة أن (١) لا ولد له، وتكون الفاء سببيَّة، ومنع مكيٌّ أن تكون نافية، قال: لأنَّه يوهمُ أنَّك إنَّما نفيتَ عن الله الولد فيما مضى دونَ ما هو آتٍ، وهذا محالٌ. ورُدَّ (٢) عليه: بأنَّ «كان» قد تدلُّ على الدَّوام كقوله تعالى: ﴿وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ وعن ابن عبَّاس فيما رواه الطَّبريُّ قال: يقول: لم يكن للرَّحمنِ ولدٌ. وقيل: إنَّ ﴿إِن﴾ شرطيَّة على بابها، واختُلف في تأويله؛ فقيل: إن صحَّ ذلك فأنا أوَّل من يعبده، لكنَّه لم يصحَّ ألبتَّة بالدَّليل القاطعِ، وذلك أنَّه علَّق العبادةَ بكينونةِ الولدِ، وهي محالٌ في نفسها، فكان المعلَّقُ بها محالًا مثلها، فهو في صورةِ إثبات الكينونةِ


(١) في (د): «أي».
(٢) في (ب): «ورده».

<<  <  ج: ص:  >  >>