للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما تُثار فتُحلب، ثمَّ تُتْرك (١)، فتكثُر مباركها لذلك (قَلِيلَاتُ المَسَارِحِ) لاستعداده للضِّيفان بها لا يوجه منها إلى المرعى إلَّا قليلًا، ويترك سائرها بفنائهِ، فإن فاجأهُ ضيفٌ وجدَ عنده ما يقْرِيه به من لحومِها وألبانها (وَإِذَا سَمِعْنَ) أي: الإبل (صَوْتَ المِزْهَرِ) عند ضربهِ به فرحًا بالضِّيفان عند قدومِهم عليه (أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ) لمعرفتهنَّ بعقرهنَّ للضِّيفان لما كثرت عادته بذلك، والمِزْهَر بكسر الميم وسكون الزاي وفتح الهاء بعدها راء: آلةٌ من آلاتِ اللَّهو. والحاصل: أنَّها جمعتْ في وصفها له بين الثَّروة والكرم (٢) وكثرة القِرى والاستعداد له.

(قَالَتِ) المرأة (الحَادِيَةَ عَشْرَةَ) وهي أمُّ زرع بنت أُكَيمل بن ساعدة اليمنيَّة، واسمها -فيما حكاه ابن دُرَيد-: عاتكةُ، تمدح زوجها: (زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ، فَمَا) بالفاء، ولأبي ذرٍّ: «وما» (أَبُو زَرْعٍ؟!) أخبرت أولًا باسمهِ، ثمَّ عظَّمت شأنه بقولها: فما أبو زرعٍ، أي: إنَّه لشيءٍ عظيم، كقوله تعالى: ﴿الْحَاقَّةُ. مَا الْحَاقَّةُ﴾ [الحاقة: ١ - ٢] وزاد الطَّبرانيُّ: «صاحبُ نعمٍ وزرعٍ» (أَنَاسَ) بهمزة مفتوحة فنون مخففة فألف فسين مهملة، أي: حرَّك (مِنْ حُلِيٍّ) بضم الحاء المهملة وكسر اللام وتشديد التحتية، أي: ملأَ (أُذُنَيَّ) تثنية أُذن، من أقراطٍ وشُنُفٍ من ذهبٍ ولؤلؤٍ، حتَّى تدلَّى ذلك واضطربَ من كثرتهِ وثقلهِ. وفي رواية ابن السِّكِّيت: «أُذنيَّ وفَرْعيَّ» بالتَّثنية، أي: يديها؛ لأنَّهما كالفرعين من الجسدِ، تريد: حليَّ أُذنيَّ ومعصميَّ (وَمَلأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ) بتشديد التحتية، تثنية عضد. قال في «القاموس»: بالفتح وبالضم وبالكسر، وككَتِفٍ ونَدُسٍ وعُنُقٍ؛ ما بين المرفقِ إلى الكتف، وهما إذا سمنا سمنَ الجسد كلُّه. فذكرها العضدين للسَّجع ودَلالتهما على الباقي، فكأنَّها قالت: أسمنَنِي وملأ بدَنِي شحمًا (وَبَجَحَنِي) بموحدة وجيم مخففة، وفي «اليونينية» مشددة (٣)، وحاء مهملة مفتوحات ثم نون مكسورة، عظَّمَني (فَبَجَحَتْ) بفتحات (٤) ثمَّ سكون الفوقية (إِلَيَّ) بتشديد التحتية (نَفْسِي) فعظمتْ عندي، أو فخرنِي


(١) في (ب) و (س): «تبرك».
(٢) «والكرم»: ليست في (م) و (د).
(٣) قوله: «وفي اليونينية مشددة» ليس في (د).
(٤) جاء في «فتح الباري» (١/ ٨٤): بجَّحني بتشديد الجيم وحكي تخفيفها، قوله: فبجَِحت بفتح الجيم وبكسرها، وضعَّف الجوهري الفتح.

<<  <  ج: ص:  >  >>