وكان ذلك بعد وفاة العلامة السيد محمود أفندي حمزه ووقوع اضطراب عظيم بين الناس، إلى أن استند الإفتاء إليه بعد مدة وزال الخلاف والبأس، وذلك في السنة الخامسة بعد الثلاثمائة والألف، فلا زال العلم له أعلا حلية وهو للعلم أحسن حصن وأمتن كهف.
وأنه قد حاز على ما كان لجده الشهاب من الخطبة في جامع بني أمية ذات الجلالة والقدر، وإقراء صحيح البخاري بعد صلاة الجمعة تحت قبة النسر. فهذا الدرس وهذه الخطبة كان أولهما في هذا البيت لجده حضرة الشهاب، ولم تزل فيهم إلى أن آلت إلى هذا المترجم المهاب، قال الشهاب المنوه به عليه رضوان ربه في كتابه المسمى بالقول السديد في اتصال الأسانيد: إعلم أنني أنا العبد الحقير العاجز الكسير، فقير رحمة ربه وأسير وصمة ذنبه، أحمد بن علي بن عمر بن صالح بن أحمد الطرابلسي الأصل المنيني المولد الدمشقي المنشأ العدوي الحنفي: ارتحل والدي من طرابلس الشام إلى صالحية دمشق، وبعد أن استعد لإقراء العلوم، وصار حجة في معرفة المنطوق والمفهوم، رحل إلى قرية منين قرية من قرى دمشق، واستمر بها إلى أن توفي في سنة ثمان ومائة وألف، ودفن بها وقبره معروف ظاهر مشهور. واشتهر أنه كان من ذرية العارف بالله عدي بن مسافر، من ذرية ذي النورين عثمان بن عفان، هكذا اشتهر في هذه البلاد، وفي وطنه الأصلي بين أقربائه في مدينة طرابلس الشام انتهى ملخصا.
ونقل العالم المؤرخ خليل أفندي المرادي بأن الشهاب المذكور بعد وفاة شيخه أبي المواهب درس بحجرته داخل مدرسة السميساطية إلى