أن توجه عليه تدريس العادلية الكبرى، فانتقل إليها ودرس بها، وأقام على الإفادة في المدرسة المذكورة والجامع الأموي مدة عمره، فدرس في الجامع المذكور في يوم الأربعاء في البيضاوي، وفي يوم الجمعة بعد صلاتها صحيح البخاري، وبين العشاءين في بعض العلوم، إلى أن قال: وأعطي رتبة السليمانية المتعارفة بين الموالي، وصارت عليه تولية السميساطية العمرية، وأحدث له في الجامع الأموي عشرون عثمانياً وربط عليه خطابة في الجامع المذكور، وصار بينه وبين الخطيب محمد يعيد بن أحمد المحاسني المجادلة في ذلك والشقاق وشاعت في وقتها، إلى أن استقر أمرها على الشهاب المرقوم انتهى بتصرف.
أقول: أن تقييد العادلية بالكبرى هو احتراز عن الصغرى فإنها في الصالحية في سفح قاسيون غربي دار الحديث الناصرية، وأما هذه فإنها تعرف بالعادلية الجوانية الكبرى تجاه المدرسة الظاهرية قال الأسدي في تاريخه: في سنة خمس عشرة وستمائة: الملك العادل أبو بكر بن أيوب بن محمد بن شادي بن مروان بن يعقوب الرويني، ثم التكريتي ثم الدمشقي السلطان الملك العادل: ولد ببعلبك سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وقيل أول سنة أربعين، ثم نشأ في خدمة نور الدين الشهيد مع أبيه وإخوته وحضر مع أخيه صلاح الدين فتوحاته، وقاتل وفتح فتوحات كثيرة، وتوفي عن خمس وسبعين سنة. وكانت وفاته سنة ستمائة وخمس عشرة خارج دمشق، فحمل إلى قلعة دمشق وبها أظهروا موته ودفنوه بها، ثم نقل إلى تربته بمدرسته العادلية المرقومة التي وجه تدريسها على الشهاب أحمد المنيني