ومن مكاتباته للسيد المرتضى الزبيدي رحمهما الله تعالى قوله كما ذكره الجبرتي: أحمد الله على كل حال، في حالتي المقام والترحال، وأصلي على نبيه وآله الطاهرين، وأصحابه السامين بالفضائل والفواضل والظاهرين، وأهدي السلام العاطر، الذي هو كنفح الروض باكره السحاب الماطر، والتجايا المتأرجة النفحات، الساطعة اللمحات، النافحة الشميم الناشئة من خالص الصميم، وأبدى الشوق الكامن وأبثه، وأسوق ركب الغرام وأحثه، إلى الحضرة التي هي مهب نسائم العرفان والتحقيق، ومصب مزن الإتقان والتدقيق، ومطلع شمس الإفادة والتحرير، ومنبع مياه البلاغة والتقرير، وموئل العائذ، ومطمح اللائذ، وكعبة الطائف، ومنتدى التحف واللطائف، ومجمع مجرى العمل والعلم، وملتقى أنهر الملاطفة والرأفة والحلم، وروض المكارم الوريق الوارف، وحوض العوارف والمعارف، المنهل الصافي، والظل السابغ الضافي، صانها الله من البوائق وحماها، وحرس من الخطب الفادح حماها، ولا برح السعد مخيماً في رباعها، واليمن والأمن مقيمين في بقاعها، هذا وإن عطف مولانا الأستاذ عنان الاستفسار والاستخبار عن حليف آثاره، وأليف نظامه ونثاره، وسمير تذكاره، في ليله ونهاره، والمشتاق لمرآه، والواله بهواه، والمقيم على عهده، والمتمسك بوثيق وده، والمتمسك بعرف نده، والصانع عقود تمداحه، في مسائه وصباحه، فهو بمنه تعالى رهين صحة وعافية، وقرين نعمة وآلاء وافية، يستأنس بأخبارك، ويتوقع ورود رسائلك وآثارك، وقد مضت مدة ولم يجر بين البين ماء محاورة ومراسلة، وأدى هذا الجدب لقحط غلال المواصلة، وعلى كل حال فالقصور من الجانبين، واعتقاد ذلك يحسم مادة العتاب بين المحبين، ثم الباعث لتحرير الأسطار، ونميقة الاعتذار، وإجراء فيض النفس المدرار، تنفقد الأحوال، واستدعاء المراسلة ببليغ تلك الأقوال، وللشغل الشاغل، الذي ما تحته طائل، اقتضى تأخير المراسلة لهذا الحين، والتقصي من الجواب،