للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صار ناظراً للويركو، ثم ذهب من دمشق مع عارف باشا واليها الأسبق إلى خربوت حين عين كتخدا الإيالة هناك، ثم عاد إلى الشام وأعيد لعضوية المجلس الكبير. ثم في سنة ثلاث وسبعين أضيفت له مأمورية الدفتر الخاقاني في إيالة الشام، علاوة على كونه عضواً في المجلس المذكور، وفي سنة سبع وسبعين عين في هيأة المجلس الذي أسسه المرحوم فؤاد باشا حين وقعت الشام في ورطة الفتنة التي وقعت من رعاع دمشق وقراها، ومن الفرقة الدرزية، وحرقوا محلة النصارى، ووقع ما وقع من السفك والنهب وكان في ذلك الوقت حضرة الأمير السيد عبد القادر الجزائري قد بذل في حماية النصارى جهده، وأوسع لهم عطاءه ورفده، وذلك كان منه رحمة بأهل الشام، لما يعلم أن ما وقع منهم موجب للمجازاة والملام. وكان هذا الأمير له رعاية بالمترجم المرقوم وحسن تودد، فحينما حضر فؤاد باشا إلى الشام غب الواقعة، خفض رؤوسها وأذل نفوسها، وشتت شملها، وأثقل حملها، بيد أن الأمير المرقوم كان حينئذ عين الشام وهامها، وسيدها وهمامها، لا تعتمد الوزارة والقناصل إلا عليه ولا تجنح في مهماتها إلا إليه، فرتبته هي المرفوعة، وكلمته هي المسموعة، فحينما أزمعت الوزارة على نفي الأعيان، وإيقاع كثير من الناس في حضيض الذل والهوان، ضم حضرة الأمير حضرة المترجم إليه وشهد به لتخليصه أنه كان للحماية والوقاية ممن يعتمد عليه، فعلا قدره وحسن في الحكومة

<<  <   >  >>