ذكره، واستثنى من التكاليف والنوائب، ولاحظته عين العناية في نوال المآرب، فأدامت له الرعاية إجلاله، ولم يزل عضواً في مجلس الإيالة، واضطره الأمر إلى أن قال في أهل بلده ووطنه ما لا يقال، مما هو موجب للملام الشديد، والاعتراض الذي ما عليه من مزيد، وربما يعتذر عنه بأن ذلك كان منه وسيلة للخلاص، مما وقع لغيره من الخواص، ونص ما قاله وهو فيه معذور، ولا يبعد أن يقال أنه عليه مقهور ومجبور:
أشرقت بالعدل أنوار الشآم ... مذ فؤاد الملك والاها نظام
أشرقت من بعد ما قد أظلمت ... برهة لا ينجلي عنها ظلام
مدة يسطو بها قوم على ... معشر الذمة ظلماً واحتكام
لا يرى أمر بمعروف ولا ... نهيهم عن منكر أدى ملام
غير قوم أقعدتهم قلة ... عن أداء الفرض في هذا المقام
بادروا بالردع لكن لم يفد ... في حمى جمع النصارى بالتمام
واستقام البغي فينا سبعة ... يا لها من سبعة سود قتام
لا أزال الله عن مملكة ... ظل سلطان ولا حد الحسام
كان فينا حاكم بل بم يكن ... حيث أعطى موضع الفصد الصيام
إن للأحكام وقعاً باهراً ... حكمة الحكام إبراء السقام
كم جرعنا للحق سيفاً قسور ... عادل مولى غيور ذو اهتمام
شمس أفق الوكلا سيدهم ... فرقد في الوزرا بل تاج هام
ملك عثمان به مفتخر ... بل ملوك الأرض من سام وحام
عدل القطر الشآمي عدله ... وصحا من بغيهم قوم نيام
رأيه القداح في أهل الشقا ... جالب فيه القضا حط وسام
علمه في الكون لو قسمه ... لن ترى في الخلق وحشياً يذام
عزمه في الصخر لو أنفذه ... ذاب ذاك الصخر وانهل انسجام