حلمه في الأرض لو وزعه ... لن ترى فيها هياجاً واضطرام
وعده بالخير حقاً ناجز ... أي ومن زين بالطوق الحمام
انصف المظلوم من ظالمه ... ويلكم من غدركم أهل الشآم
يا أهيل الشام ماذا غركم ... إذ غدرتم ملة حازوا زمام
يا وحوشاً صادفت في غابها ... آمناً واستقبلته بالسهام
ويحكم ما خفتم سلطانكم ... إن مولاكم عزيز ذو انتقام
خنتم قول الرسول المصطفى ... في حديث صح من أحلى الكلام
إن من أجرى دماهم لم يرح ... ريح طوبى حبذا تلك المشام
حرم الأعراض مع أموالهم ... والدما عهداً إلى يوم القيام
إذ لهم من كل حق مالنا ... وعليهم ما على أهل السلام
بئسما خنتم به قرآنكم ... بئسما عاملتموهم يا لئام
أي قرآن محل فعلكم ... أي برهان على وزر حرام
فتككم بالآل محفوظ لكم ... وهو منقول لنا من ألف عام
أي علم زانكم بين الورى ... أي فضل كنتم فيه أمام
جبنكم أصغره طود حرا ... عقلكم أكبره أوهى المشام
حلمكم ذاك الحماري الذي ... شاع بالأمثال ضرباً بالأنام
أي إقدام لكم يوم الوغى ... أي إقدام لكم عند الصدام
أي آراء لكم محمودة ... إنكم أطيش من فرخ النعام
ما لكم من خصلة محمودة ... غير وضع النقص في القوم الكرام
أحسن الحالات عندي لكم ... إن توافوا جحفلاً ورد الحمام
أيد الله على إقليمكم ... ذا المشير الناظر السامي المقام
إذ قوام الدين والدنيا معاً ... بانبعاث الرسل أو عدل الإمام
بئس مصر قد خلت من حاكم ... جور سلطان ولا عدل عوام
وقد علمت أنه لولا ضرورة المقام، لكثر المتصدون للرد وإبطال هذا