للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وله شرح مناجاة سيدي العارف بالله الشيخ عبد الغني النابلسي بلسان عال جميل، وله عدة دواوين شعرية، تدل على معارفه العلية، وله كتاب في التصوف سماه البحر الزاخر والروض الزاهر، ومن كلامه في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:

سلوني فأحكام الهوى بعض حكمتي ... وأحكام آيات الغرام مزيتي

بدا لي به نور الحقيقة ظاهراً ... فشاهدت ذاتي تنجلي لبصيرتي

ومنها:

فمحبوب قلبي إن تأملت واحد ... أنست به للانفراد بوحدتي

مظاهر أسماء له قد تعددت ... ولا ثم إلا واحد في الحقيقة

فطوراً بليلى والرباب تغزلي ... وطوراً بزيد واللوى والثنية

فلم يبق شيء ما تعشقت حسنه ... وما ثم كون ما تراءى لمقلتي

إلى أن رأيت الكل بالكل فانياً ... وذاتي هي المقصود من كل صورة

وهي تقارب المائتي بيت كلها قد بلغت في الحسن مبلغاً عظيماً، ومن قوله في الفخر والحماسة:

عديني وامطلي مهما تشائي ... ففي التعليل تعليل لدائي

وتسويف الملاح إذا تمادى ... على المضنى ألذ من الشفاء

بعادي في الهوى عين اقترابي ... وغاية مقصدي وبه منائي

فما أحلى العذاب لكل صب ... إذا أمسى الذي يهواه نائي

له في كل وقت طيب وصل ... يجيء به التخيل والترائي

يشاهد من يحب بلا رقيب ... ولا واش عليه ولا مرائي

<<  <   >  >>