أقابلك بكمالي فتكون كامل القدر، فعند ما تم لك مني السنا، جهلتني ولم تدر من أنا، أما علمت أن نورك مني وإلي، وحكمك في الإضاءة عائد علي، فكيف تفتخر علينا بنا، وتسوي في المقام بينك وبيننا، وأما زهوك بالانشقاق للسيد الحبيب، فليس بأعجب من ردى له بعد المغيب. ثم أنشدت بلسان صادع، وأرشدت ببيان بارع:
لي رتبة في العلا تسمو بها الرتب ... وأوج مجد له العلياء تنتسب
وآية الحسن بالإشراق تشهد لي ... بأن مني جميع النور يكتسب
إذا بزغت فلي ملك الضياء وإن ... أغب فعني ينوب البدر والشهب
لولاي لم يستقم للناس عيشهم ... ولا بدت لهم الأيام والحقب
ولا حلا ثمر ولا نما شجر ... ولا بدا قمر ولا همت سحب
عيني أنارت وجود الكون أجمعه ... ومن هداي اهتدى الإعجام والعرب
ومن ظلالي مواقيت الصلاة ومن ... غروبي الفطر للصوام يرتقب
فلي الكمال الذي حزت الفخار به ... وإن علاني من دوني فلا عجب
فلما سمع القمر ما هاله، قال لا دارت لي هالة، إن لم أبرز لك في ميدان السبق، وأبدي شرفي عليك لسائر الخلق، أما سمعت أيتها الشمس، قول بارىء الجن والإنس، " وللرجال عليهن درجة " فأنت بي في الفضل مندرجة: على أنك وسمت بالعين، وقد شاهدت بالعينين " وللذكر مثل حظ الأنثيين " وأعدل شاهد بسبقي لمن اعتبر، " لا الشمس ينبغي لها