طويل نجاد وافر الفضل كامل ... بسيط الندى قد فاق فهماً ومنطقا
وما هو إلا سيد وابن سيد ... له المحتد العالي من الدر منتقى
مليك إذا ما أم ساحة جوده ... أسير العنا في الحال من وأعتقا
حوى البأس والمعروف والمجد والذكا ... وحاز المعالي والمكارم والتقى
ولا عيب فيه غير أن عطاءه ... أبان لعجز الشكر لما تفتقا
سل الصارم الهندي عنه فإنه ... يحدث عن فضل به الضد صدقا
وليس لماضي عزمه من مضارع ... لعليائه الأمر انتهى وتعلقا
زهت جلق مذ رامها منزلاً له ... فزد من بروج البدر في العد جلقا
وأضحت دمشق مذ أناخ بسوحها ... كجنة خلد نشرها قد تعبقا
وكنا سمعنا من مآثر فضله ... فهمنا على حب السماع تعشقا
فكان عياناً فوق ما وصفوا لنا ... وشاهدت فرداً بالكمال تخلقا
وحاشاه أن أحصي بمدحي نعوته ... وهل يحص ودق في البرية أغدقا
وما الشعر من دأبي ولا أنا أهله ... وإن أك أحياناً به متعلقا
ولكن أياديه التي عم فضلها ... وحبي لآل المصطفى العروة الوثقى
دعاني إلى هذا القريض وإنني ... مقر بتقصير به أطلب العتقا
أمولاي محي الدين والسيد الذي ... على فضله الإجماع قام وأطبقا
هنيئاً هنيئاً بالقدوم الذي به ... لقد أقبل الإقبال واستدبر الشقا
ووافى الوفا يافا بكم وتشرفا ... وفاقت على الأمصار فخراً ورونقا
فبشراك يا بدر العلا بزيارة ... بها فتح تقريب لما كان مغلقا
ولا زلت في أوج السيادة راقياً ... ودام لك الإسعاد والعز والبقا
وهاك عروساً في مديحك قد حلت ... بحلي ثناكم جيدها قد تمنطقا
على خجل وافت تؤم رحابكم ... فمن عليها بالقبول تصدقا