ليريحهم من حرها في برده ... ويزمل الأبدان منهم بالفرا
أم أمَّ نحو الروم وهي بلاده ... منها نشا وبها استقر بلا امترا
فهناك تلقون الشتاء وبرده ... يمشي بمسقط رأسه متبخترا
وترون ما تبغون من آفاته ... وزيادة مما يقص الأظهرا
فإذا سمعتم أنه في بلدة ... ورأيتموه جامحاً مستنفرا
قولوا له يا ابن الحلال إلى متى ... ما آن أن تأتي وتنظر ما جرى
بينا نطوف لعلنا نحظى به ... في بعض تلك المدن أو بعض القرى
وإذا به بين الجبال مخيم ... إذ لا أنيس له هناك من الورى
قلنا له: يا بارداً في طبعه ... لكن قطر نداك يحكي السكرا
أنت الذي عاهدتنا من أدم ... والعهد منك على المدى لن يخفرا
تأتي ألينا كي تغيث زروعنا ... في كل عام مرة أو أكثرا
والآن في ذا العام قد قاطعتنا ... وفررت عنا ما الذي منا جرى
أرأيت منا ما يسوءك فعله ... من كل ذنب سيئ لن يغفرا
أم بعضنا يجني عليك بذنبه ... فأخذت باقي البعض ظلماً وافترا
هذا وقد جئناك بعد مشقة ... فابدي الجواب ولا تكن مستعذرا
نهض الشتاء وقال كلا فاسمعوا ... نصحاً يقال لمن يريد تبصرا
لما منعتم مالكم فقراءكم ... وعراهمو من فقرهم ما قد عرا
وغنيكم متنعم بطعامه ... وشرابه ولباس أنواع الفرا
وفقيركم لا تنظرون لحاله ... وترونه في عيشه متكدرا
وترونه بالسوق في وقت المسا ... يبتاع زيتوناً وخبزاً أسمرا
يغدو حزيناً باكياً وغنيكم ... يغدو ويرجع ضاحكاً مستبشرا
ويطوف حول الفاكهاني في المسا ... أو حول بياع الكنائف للشرا