للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سبب نزول قوله تعالى: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله)]

الآية التاسعة والسبعون قول الله عز وجل: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} [البقرة:٧٩].

أخرج النسائي عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في أهل الكتاب.

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: نزلت في أحبار اليهود؛ وجدوا صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم مكتوبة في التوراة: أكحل، أعين، ربعة، جعد الشعر، حسن الوجه.

كما قال الله عز وجل: {الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ} [الأعراف:١٥٧]، وقال: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [البقرة:١٤٦] وجدوا صفته في التوراة عليه الصلاة والسلام بأنه أكحل، أي: يبدو وكأن عينيه قد كحلتا بينما هو لم يكحلهما، وبعض الناس إلى الآن تجده بهذه الصفة، بحيث يبدو وكأن في عينيه كحلاً، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان أكحل، أعين، أي: واسع العينين، وكان ربعة، أي: ليس بالطويل ولا بالقصير، وكان جعد الشعر، أي: ما كان صلى الله عليه وسلم سبط الشعر، فبعض الناس شعره ناعم، بحيث لو سجد ينزل شعره، فالرسول صلى الله عليه وسلم ما كان هكذا، ما كان شعره سبطاً، ولا كان شديد الجعودة، وإنما كان شعره صلى الله عليه وسلم ناعماً لكن دون أن يكون سبطاً، وكان حسن الوجه، فاليهود وجدوا هذه الصفات منطبقة على الرسول صلى الله عليه وسلم، فمسحوها وغيروها، وقالوا: نجده طويلاً، أزرق، سبط الشعر.

وذلك لكي لا تنطبق على النبي صلى الله عليه وسلم بحال من الأحوال، فالله عز وجل قال: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة:٧٩]، وفي آل عمران قال: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ومَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [آل عمران:٧٨].