[سبب نزول قوله تعالى:(ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم)]
الآية الرابعة والعشرون بعد المائتين: قول الله عز وجل: {وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ}[البقرة:٢٢٤] هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق في شأن مسطح بن أثاثة، وهذا الرجل كان ابن خالة أبي بكر يعني من أرحامه، ولما تكلم عبد الله بن سلول في عرض أمنا عائشة واتهمها بـ صفوان بن المعطل رضوان الله عليهما، كان مسطح من الذين خاضوا في حديث الإفك، فلما أنزل الله براءة أمنا من السماء غضب أبو بكر وقال: والله! لا أنفعه بخير ما حييت، فبعدما كان يتصدق عليه أقسم بالله ألا يعطيه شيئاً، فأنزل الله عز وجل هذه الآية ينهى المسلم عن المسارعة إلى اليمين إلى الحلف.
ومثلها قول الله عز وجل:{وَلا يَأْتَلِ}[النور:٢٢] أي: لا يحلف، فالألية القسم، ومنه قول القائل: قليل الألايا حافظ ليمينه وإن بدرت منه الألية برت قال الله: {وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا}[النور:٢٢] فـ أبو بكر رضي الله عنه رجع عن يمينه وأخذ يعطي مسطحاً ضعف ما كان يعطيه؛ لأن الله عز وجل ختم الآية بقوله:{أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}[النور:٢٢] فقال أبو بكر رضي الله عنه: بلى إني لأحب أن يغفر الله لي.