الآية السابعة والتسعون: قول الله عز وجل: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ}[البقرة:٩٧].
سبب نزول هذه الآية ما رواه الإمام أحمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه (أن بعض أحبار اليهود جاءوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا له: يا محمد! نسألك عن أربع خصال فإن أجبتنا فأنت نبي)، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد جرب فيما مضى أن أجابهم ثم جحدوا، (فقال لهم: أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى إن أنا أجبتكم لتؤمنن بي ولتتابعنني على ديني؟! فأعطوه عهد الله وميثاقه، فقال: سلوا عما بدا لكم، فقالوا له: ما كان الطعام الذي حرمه إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة؟ وأخبرنا عن ماء الرجل وماء المرأة، فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق، فقال لهم: أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن نبي الله يعقوب عليه السلام كان أحب الطعام إليه لحم الإبل، وأحب الشراب إليه ألبانها، فمرض فنذر لئن عافاه الله ليحرمن أحب الطعام والشراب إليه على نفسه؟! قالوا: بلى.
قال: أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن ماء الرجل غليظ أبيض، وماء المرأة رقيق أصفر؟! قالوا: بلى.
قال: أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أنه إذا سبق ماء الرجل أذكر بإذن الله، وإذا سبق ماء المرأة آنث بإذن الله؟ قالوا: بلى.
فقالوا له: أخبرنا: من وليك من الملائكة، فعندها نجامعك أو نفارقك؟ فقال: إن وليي جبريل، فقالوا: جبريل ذاك عدونا، لو كان غيره لاتبعناك)، فأنزل الله عز وجل هذه الآية:{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ}[البقرة:٩٧ - ٩٨]، وقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:(ما بعث الله نبياً إلا وهو وليه) فأي نبي من الأنبياء جبريل وليه عليه صلاة الله وسلامه.