للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم من يقول مذهبه الكتاب والسنة]

السؤال

ما حكم من يقول: إن مذهبه الكتاب والسنة؟

الجواب

هذه تحتاج إلى كلام كثير؛ لأن الأئمة الكبار رحمة الله عليهم مذهبهم الكتاب والسنة، لكن لو أني لجأت إلى الكتاب والسنة وأنت لجأت إلى الكتاب والسنة والثالث والرابع فسيصبح الأمر فوضى، وما أتي الخوارج إلا من هذا المأتى، فإنهم لما كفروا أصحاب الكبائر استدلوا بالكتاب والسنة، قال الله عز وجل: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا} [النساء:١٤]، قالوا: الخلود لا يكون إلا للكافر، واستدلوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ثنتان في أمتي هما بهما كفر: الطعن في الأنساب والنياحة على الميت).

فقالوا: سمى المعصية كفراً، ولو جلسوا إلى العلماء لفهموا بفهمهم، ولذلك كفروا الأمة، وسفكوا الدماء، فهل يصلح مثلاً إذا أصيب ولدي بمرض أن أذهب إلى كتب الطب، وأقرأ بأنه إذا كان هناك حمى وكحة وكذا فالدواء كذا؟

الجواب

لا، ولو فعلت ذلك لهلك الولد، ولوجبت علي دية القاتل خطأً، فإن من يتطبب وهو ليس بطبيب فإن عليه الضمان، كذلك لو أن إنساناً يلجأ إلى الكتاب والسنة وليس عنده الآلة، وليس عنده فهم في لغة العرب، ولا معرفة بالأسانيد، ولا يستطيع أن يميز الصحيح من السقيم، ولا أن يعرف الخاص والعام والمطلق والمقيد، ولا عرف المسائل الإجماعية والمسائل الخلافية؛ فمثل هذا يحصل به شر عظيم.

والمفروض أننا لا نغالط أنفسنا فلا يقول أحدنا: نحن رجال وهم رجال، كما يقول بعض الناس، بل ممكن أن نقول: نحن ذكور وهم ذكور، أما من الناحية العلمية فلا يخفى أن أولئك السابقين كانوا أورع وأعلم وأتقى وأقرب عهد بميراث النبوة، أما نحن الآن فلساننا أعجمي، وفهمنا سقيم، ونسأل الله أن يعافينا.