الدعوى لتقريب الأديان دعوة بدعية كفرية ضالة، ولا يدعو إليها من يؤمن بالله واليوم الآخر، وهي تنقض أصل الإيمان بالله؛ لأن عقائد اليهود والنصارى عقائد إلحادية، وهذه الدعوة تنقض أصل الإيمان بالرسل؛ لأن النصارى يكفرون بمحمد صلى الله عليه وسلم، واليهود يكفرون بعيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم.
ثم هذه الدعوى تنقض أيضاً أصل أن الإسلام ناسخ لما قبله، ومهيمن على ما سواه من الشرائع كما قال الله:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}[المائدة:٤٨]، فتصير هذه الشريعة الحقة والشرائع الباطلة كلها سواء بمقتضى هذه الدعوة الباطلة، وكذا العقيدة القائمة على التوحيد الخالص، والعقائد التي فيها الزلل والدخل والانحراف والإلحاد تصير أيضاً واحدة.
ولذلك اقرءوا هذه السورة المباركة واقرءوا تفسيرها، وعضوا عليها بالنواجذ، ونسأل الله أن يتوفانا مسلمين.