[نسخ قوله تعالى:(لست عليهم بمصيطر) بأمر الله لرسوله بإبلاغ هذا الدين ولو بالقتال]
قال الله:{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ}[الغاشية:٢١] هذه مهمتك، {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}[الغاشية:٢٢].
يقول ابن عطية رحمه الله: هذه آية منسوخة بآيات القتال، ففي البداية كان الرسول صلى الله عليه وسلم مذكراً لا مسيطراً، ثم بعد ذلك أمره الله عز وجل بأن يقاتل من كفر، كما قال:(أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله).
{إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ}[الغاشية:٢٣] قال ابن كثير: تولى عن العمل بأركانه، وكفر بالحق بجنانه ولسانه.
أي: تحقق فيه الكفر كله، {فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَرَ}[الغاشية:٢٤]، وهو العذاب الذي مضى ذكره، ثم سلى الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم فقال:{إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ}[الغاشية:٢٥]، فسيرجعون إلينا، {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}[الغاشية:٢٦]، كما قال الله:{فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ}[الرعد:٤٠]، فأنت تبلغ وتأمر وتذكر، والحساب على الله رب العالمين.
أيها الإخوة الكرام! إننا إذا قرأنا في هذه السورة ومثيلاتها في صفة الجنة والنار، فسنجد أن ذلك يحفز المؤمن للعمل على أن يكون من أهل الجنة، وعلى أن يجتنب النار.