قال بعضهم: الشديد في قوله ها هنا: ((الشديد)) هو البخيل، واستدلوا بقول القائل: أرى الموت يغتال الكرام ويعتام صولة الباخل المتشدد يعني: وصف البخيل بأنه متشدد.
وهذه السورة لو ضممناها إلى ما قبلها في سورة الفجر، فإنَّ الله عز وجل ذم أناساً فقال:{كَلَّا بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا}[الفجر:١٧ - ٢٠].
وقال في سورة الليل:{وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى}[الليل:٨ - ٩].
وسيأتي بعدها في سورة الماعون:{وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}[الماعون:٧] بعد أن قال: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ}[الماعون:٢ - ٣].
وخلاصة هذه الآيات أن الله عز وجل عد البخل من أراذل الأخلاق، ومن أقبح الصفات التي يتصف بها الإنسان، نسأل الله العافية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ثلاثة أقسم عليهن: لا يجتمع على عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم، ولا يجتمع في قلب شح وإيمان أبداً) الإيمان والشح لا يجتمعان.