الخطأ الأول: الصلاة إلى الأماكن التي فيها صور، أو على سجادة فيها صور ونقوش، فعن عائشة رضي الله عنه قالت:(قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في خميصة ذات أعلام، فلما قضى صلاته قال: اذهبوا بهذه الخميصة إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانية؛ فإنها ألهتني عن صلاتي آنفاً)، قال الصنعاني رحمه الله: وفي الحديث دليل على كراهة ما يشغل عن الصلاة من النقوش ونحوها مما يشغل القلب.
فالإنسان مطلوب منه أن يخشع في صلاته، ومن الخشوع ألا يكون أمامه ما يشغله عنها، والنقوش والزخارف موجودة حتى في المساجد، بل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجدار المسجد من ناحية القبلة كله كتابات ونقوش، وآيات وأحاديث، وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم، كنبي الرحمة، ونبي الملحمة، والحاشر، والمقفى، وغير ذلك مهما حاول المصلي أن يغض بصره فإنه يتشاغل بهذه النقوش؛ وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زخرفة المساجد فقال:(لتزخرفن المساجد كما زخرفتها اليهود والنصارى)، فزخرفة المساجد -أيها الإخوان- مكروهة، والآن في بعض المساجد يكتب على جدرانها آيات، وتجد نقوشاً وغير ذلك مما يشغل الناس عن صلاتهم، فإذا أراد المسلم أن يصلي فليحرص على أن يصلي في مكان ليس فيه ما يشغله ويلهيه.
ومن القبح بمكان أن يصلي البعض والتلفاز مفتوح أمامه، يقول الله عز وجل:: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}[الأحزاب:٤]، فلا يتأتى أن يخشع وهو يسمع التلفاز، وفي حديث أنس:(كان قرام لـ عائشة سترت به جانب بيتها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أميطيه عني؛ فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي)، قال الشوكاني: في الحديث دليل على كراهة الصلاة بمكان فيه تصاوير، وعلى وجوب إزالة ما يشغل بال المصلي.
والحديث يدل أيضاً على أن الصلاة لا تفسد مع وجود الصور؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما قطعها وما عابها وما أعادها.