ويوم الجمعة كان في الجاهلية يسمى: يوم العروبة، وسمي هذا اليوم بيوم الجمعة؛ لأن اكتمال خلق السموات والأرض كان فيه؛ وقد قال الله عز وجل:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}[ق:٣٨]، وقيل: لأن آدم عليه السلام اجتمع خلقه فيه، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن يوم الجمعة كان فيه خلق آدم، وقيل: لأن الأنصار قبل مقدم النبي عليه الصلاة والسلام اجتمعوا على أسعد بن زرارة رضي الله عنه وكان من النقباء ومن سادة الأنصار، فخطب فيهم وذكرهم، وقيل: لأن العرب قبل البعثة كانوا يجتمعون على سعد بن لؤي جد الرسول عليه الصلاة والسلام الأعلى فيخطب فيهم ويذكرهم، وقيل: لأن الناس يجتمعون فيه، وعلى كلِّ هذه الأقوال فهي جمعة مشتقة من الاجتماع، فالاجتماع حاصل في خلق السموات والأرض، وفي خلق آدم، وفي اجتماع الأنصار على أسعد بن زرارة، أو اجتماع الناس على سعد بن لؤي، أو لاجتماع المسلمين في مساجدهم.
والإسلام دين جماعة، وهذه الجماعة لها أنواع منها: جماعة الحي: وهي التي تكون في الصلوات الخمس، وجماعة البلد: وهي التي تكون في الجمعة، ففي بعض البلاد تكون هناك مساجد للناس يصلون فيها الصلوات الخمس، ولكن ليس للجمعة إلا جامع واحد، فالصلوات الخمس اجتماع حي، وصلاة الجمعة اجتماع بلد، ثم اجتماع البلاد كلها يكون في يوم عرفة.