يقول العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله: الطور: هو الجبل بلغة النبط ولغة الحبش، وقد ذكره ربنا جل جلاله في كثير من آيات القرآن كقوله سبحانه:{وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}[مريم:٥٢].
وقوله عز وجل:{وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا}[القصص:٤٦].
وقول الله عز وجل:{وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ}[الطور:١ - ٢] يعني: أقسم بهذا الجبل في أول سورة الطور، وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى، وطمع موسى فيما هو أكثر من الكلام فقال:{رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا}[الأعراف:١٤٣]، وهو الجبل الذي دفن عنده موسى عليه السلام، كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن موسى عليه السلام لما جاءه ملك الموت سأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة مقدار رمية حجر، قال عليه الصلاة والسلام:(فلو كنت ثم لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر) والكثيب هو مجتمع الرمل.
فأقسم ربنا بطور سينين، وسينين قالوا: هو المكان الذي تجتمع فيه الشجر، أيضاً بلغة الحبشة، وهذا كله على مذهب من يقول بأن في القرآن كلمات أعجمية.