[المكروه]
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
اللهم علمنا علماً نافعاً، وارزقنا عملاً صالحاً، ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى.
أما بعد: المكروه: هو الذي يثاب تاركه ولا يعاقب فاعله على عكس المندوب (المستحب)، فهو الذي يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه.
مثال المكروه: الصلاة بعد العصر من غير ذوات الأسباب، فمن أراد أن يتطوع بعد صلاة العصر ففعله هذا مكروه، لكن إذا مالت الشمس للغروب فهاهنا النافلة تكون حراماً.
كذلك الزيادة في الوضوء على ثلاث مرات في الأعضاء المغسولة، والزيادة على الواحدة في الأعضاء الممسوحة.
كذلك النافلة بعد صلاة الصبح مكروهة، وعند طلوع الشمس محرمة.
ومن المكروه الأكل والشرب بالشمال، وقد يصل هذا إلى درجة الحرام؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك.
وأكل الفرس مكروه عند المالكية، ولكن الصحيح أن أكل الفرس مباح وليس فيه كراهة؛ لحديث أسماء رضي الله عنها: (ذبحنا فرساً على عهد رسول الله وأكلناه)، فأكل الفرس حلال.
والتمساح بعض أهل العلم حكم بإباحته؛ لأنه من دواب البحر، وبعض أهل العلم حكم بمنعه وتحريمه؛ لأنه ذو ناب.
كذلك الشرب واقفاً على قول بعضهم، لكن الصحيح أن الشرب واقفاً ليس فيه كراهة إن شاء الله؛ لأنه ثبت (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب من زمزم واقفاً).
وثبت (أن علي بن أبي طالب كان في مجلس القضاء وهو أمير المؤمنين فقام رضي الله عنه فدعا بماء فمسح وجهه ويديه ثم شرب وهو قائم وقال: والله ما فعلت إلا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم).
كذلك النوم بعد صلاة الصبح قبل طلوع الشمس؛ فإنها ساعة تقسم فيها الأرزاق.
كذلك الإسراف في استخدام الماء في الوضوء أو الغسل.
كذلك التنفس في الإناء حال الشرب.
كذلك الاستنجاء باليمين.
كذلك الانتعال بجلود السباع، أو لبسها، مثل جلد نمر أو ما أشبه ذلك، فهذا مكروه.
كذلك المشي في نعل واحدة.
كذلك حلاقة بعض الرأس وترك بعضه.
كذلك النوم على البطن، فهذا مكروه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إنها ضجعة أهل النار).
كذلك الجري إلى الصلاة.
كذلك ستر الوجه في الصلاة.
كذلك النوم بعد المغرب والحديث بعد العشاء، (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها) اللهم إلا الحديث الذي يكون مع الأهل.
كذلك الكي بالنار، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن كان الشفاء ففي ثلاث: شرطة محجم -أي: الحجامة- أو شربة عسل، أو كية نار، وأنهاكم عن الكي)، فلذلك يقال: آخر الدواء الكي.
كذلك إفراد يوم الجمعة بالصيام, وليلة الجمعة بالقيام.
إذاً: المكروه هو الذي يثاب تاركه ولا يعاقب فاعله، وقد عرفه شهاب الدين القرافي رحمة الله عليه بأنه: ما رجح تركه على فعله شرعاً من غير ذنب.