للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (قل هو الله أحد)]

يقول الله عز وجل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:١] (قل) مر نظيرها في {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون:١] وذكرنا أنها تعني: الاهتمام بما بعد فعل القول، والمعنى: قل يا محمد لهؤلاء الكفار: عامر بن الطفيل ومن كان معه ممن سألوك أن تنسب ربك، وأن تصف ربك: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} أي: الله عز وجل واحد لا شريك له، قال أهل العلم: وكلمة (أحد) أبلغ من (واحد) وذلك من ثلاثة وجوه: الوجه الأول: أن الواحد يدخل في الأحد، والأحد لا يدخل في الواحد.

الوجه الثاني: أن كلمة (أحد) تعني: النفي المطلق، فمثلاً: لو قلت: إن فلاناً لا يغلبه واحد، فمعنى ذلك: أنه يمكن أن يغلبه اثنان، لكن لو قلت: إن فلاناً لا يغلبه أحد، فقد نفيت الغلبة عنه تماماً.

الوجه الثالث: أن كلمة (واحد) تستعمل في الإثبات، وكلمة (أحد) تستعمل في النفي، فتقول: رأيت رجلاً واحداً، وتقول: ما رأيت أحداً.

وقوله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:١] قال بعض أهل التفسير: تأملت الشرك فإذا هو من ثمانية وجوه: من ناحية الكثرة والعدد، ومن ناحية النقص والتقلب، ومن ناحية كونه علة أو معلولاً، ومن ناحية الشريك والضد.