{وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى}[الفجر:٢٣] نعوذ بالله من حرها، ((وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ))، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يؤتى يومئذٍ بجهنم ولها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها).
((يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى))، يتذكر عمله، تفريطه في جنب الله، تقصيره في الطاعات، إقدامه على المعاصي، جرأته على حدود الله، تكذيبه للشرع وللقدر:{يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى}[الفجر:٢٣]، ما الفائدة؟ {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}[الفجر:٢٤] يندم ويتحسر، يا ليتني قد فعلت الطاعات واجتنبت المحرمات، يا ليتني تزودت من القربات، يا ليتني قدمت عملاً صالحاً، ويسألون الله:{رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ}[المؤمنون:١٠٧]، {رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ}[المؤمنون:٩٩ - ١٠٠]، يبدءون فيستغيثون، لكن لا سبيل إلى النجاة:{وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى}[الفجر:٢٣].
{فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ}[الفجر:٢٥ - ٢٦]؛ ففي ذلك اليوم ليس عذاب كعذاب الله -نعوذ بالله منه- ولا وثاق ورباط كوثاق الله عز وجل، يأمر الله هؤلاء الملائكة فيجعلون ذلك الكافر في سلسلة طويلة ذرعها سبعون ذراعاً، {إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ}[غافر:٧١ - ٧٢]، {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ}[القمر:٤٨]، {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا}[الإسراء:٩٧].