للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى (ألم يجعل كيدهم في تضليل]

قال تعالى: {أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ} [الفيل:٢]، هنا سؤال طرحه العلامة الشيخ الطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوير، قال: سمى الله عز وجل حربهم كيداً، فهل أبرهة كاد سراً وخطط أم أنه جاء في حرب معلنة وهدف ظاهر، فالله عز وجل ما قال: ألم يجعل حربهم وإنما قال: ((أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ))؟

الجواب

أنه تعلل بعلة ظاهرة باطلة، وأخفى سبباً كامناً هو الحقيق بحمله على الحرب، أعلن أن سبب حربه الغضب من فعل الكناني الذي تغوط في الكنيسة، ولكن الحقيقة أنه أراد أن يصرف حج العرب من البيت الحرام إلى كنيسته ليتنصروا.

وما أشبه الليلة بالبارحة، فالصليبيون الأمريكان ومن معهم يعلنون لافتة ظاهرة وهي القضاء على الإرهاب، ولكن حقيقة الأمر القضاء على الإسلام، وهذا -والله- ما يحتاج إلى دليل، فكل مسلم ببصيرته يراها رأي العين، إنهم يريدون أن يتدخلوا في المناهج، وأن يوجهوا الثقافات، وأن يفرضوا اتفاقيات، وأن يجعلوا نظماً خاصة بالمرأة تشابه ما عندهم من انحلال وفساد، وهذا كله تحت عنوان ظاهر وهو القضاء على الإرهاب.

ومعنى قوله: ((فِي تَضْلِيلٍ)) أي: في تضييع وإبطال وخسار.