للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إقسام الله بالليل والنهار]

قال الله: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} [الليل:١ - ٣].

أقسم ربنا سبحانه بالليل إذا يغشى الكون بظلامه ويغطيه بظلمته، وأقسم ربنا جل جلاله بالنهار إذا تجلى بضوئه وأسفر بنوره، والليل والنهار آيتان من آيات الله ذكرهما ربنا جل جلاله في كثير من آياته، وبين أنهما من آثار رحمته: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [القصص:٧٣].

وأنه لا أحد سوى الله يستطيع أن يأتي بالليل أو بالنهار: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ} [القصص:٧١ - ٧٢].

قوله: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} [الليل:٣].

قال بعض أهل التفسير: (ما) بمعنى من، كما في قول الله عز وجل: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} [الشمس:٥] أي: ومن بناها الله جل جلاله، ومن خلق الذكر والأنثى، فيقسم ربنا بذاته.

وقال بعض أهل التفسير: (ما) مصدرية، أي: والذكر والأنثى.

والمقسم عليه قول الله عز وجل: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [الليل:٤]، فالناس في هذه الدنيا سعيهم مختلف؛ فمن فاعل خيراً، ومن فاعل شراً، ومن فاعل لرضا الله، ومن فاعل لرضا الناس، ومن آمر بالمعروف وناه عن المنكر، ومن ناه عن المعروف وآمر بالمنكر.