للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إقسام الله بالسماء والأرض وعظيم بنيانهما]

قال تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} [الشمس:٥].

قال بعض أهل التفسير: (ما) هنا بمعنى من، أي: السماء ومن بناها؟ والمقصود رب العزة جل جلاله، كما في قوله تعالى: {وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} [الكافرون:٣]، أي: من أعبد جل جلاله؟ وقوله تعالى: {فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء:٣]، أي: من طاب لكم من النساء؟ فـ (ما) تقام مقام من أحياناً، وقال بعضهم: بل (ما) مصدرية، والمعنى: والسماء وبناءها.

فيقسم الله عز وجل بهذه السماء التي رفعها بغير عمد، والتي لفت إليها الأنطار في كثير من آيات القرآن فقال: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} [ق:٦].

وفي سورة الملك أمرنا الله عز وجل بأن نكرر البصر إلى هذه السماء لننظر هل فيها من فطور؟ هل فيها من شقوق؟ لا، إنها من آيات الله جل جلاله.

{وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا} [الشمس:٦] طحاها بمعنى دحاها، وكما في سورة النازعات: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات:٣٠] أي: كورها؛ لأن دحاها وطحاها بمعنى واحد.