قال بعض أهل التفسير:(ما) هنا بمعنى من، أي: السماء ومن بناها؟ والمقصود رب العزة جل جلاله، كما في قوله تعالى:{وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ}[الكافرون:٣]، أي: من أعبد جل جلاله؟ وقوله تعالى:{فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}[النساء:٣]، أي: من طاب لكم من النساء؟ فـ (ما) تقام مقام من أحياناً، وقال بعضهم: بل (ما) مصدرية، والمعنى: والسماء وبناءها.
فيقسم الله عز وجل بهذه السماء التي رفعها بغير عمد، والتي لفت إليها الأنطار في كثير من آيات القرآن فقال:{أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ}[ق:٦].
وفي سورة الملك أمرنا الله عز وجل بأن نكرر البصر إلى هذه السماء لننظر هل فيها من فطور؟ هل فيها من شقوق؟ لا، إنها من آيات الله جل جلاله.
{وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}[الشمس:٦] طحاها بمعنى دحاها، وكما في سورة النازعات:{وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}[النازعات:٣٠] أي: كورها؛ لأن دحاها وطحاها بمعنى واحد.