[سبب نزول قوله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا)]
الآية الرابعة بعد المائة قول الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا}[البقرة:١٠٤]، وسبب نزولها أن الأنصار عليهم من الله الرضوان كانوا يقولون للنبي عليه الصلاة والسلام: راعنا.
من المراعاة، أي: اصبر علينا وعلمنا وفهمنا وأعد الكلام علينا.
وكانت كلمة (راعنا) يقصد بها اليهود السب من باب الرعونة، كما يقال: فلان أرعن، أي: طائش أحمق.
فبدأ اليهود يأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون: يا محمد! راعناً -بالتنوين- يقصدون الشتم والسب، مثلما كانوا يقولون له: السام عليك يا محمد، يوهمونه بأنهم يقولون: السلام، وهم يقولون: السام عليك يا محمد، فكان يقول لهم:(وعليكم) دون أن يزيد، فهنا قالوا: راعناً.
وقال لهم سعد بن معاذ: يا أعداء الله! عليكم لعنة الله، والذي نفسي بيده لو سمعت أحدكم يقولها لأضربن عنقه.
فقالوا له: أولستم تقولونها؟! فأنزل الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا}[البقرة:١٠٤].