وقد تقدم أن الركن الفعلي لو تعمد الإنسان زيادته فإن صلاته تبطل؛ لأنه تلاعب بالصلاة.
أما الركن القولي كالفاتحة أو تكبيرة الإحرام ففي بطلان الصلاة بتكراره خلاف، لكن الخطأ هو أن تكرر الفاتحة، وهذا هو الخطأ الأول.
الخطأ الثاني: عدم إقامة اللسان بألفاظها، والتهاون في تحقيق حروفها، كقول بعضهم:((الْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))، وقول بعضهم:((مَالِكْ يَوْمِ الدِّينِ)).
والأصل أن تقرأ:{مَالِكِ}[الفاتحة:٤]، وقول بعضهم:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة:٥] بتخفيف الياء وعدم تشديدها، والأصل أن تقرأ بتشديد الياء:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة:٥]؛ لأن (إيا) بالتخفيف معناه: الضوء، فيكون المعنى: نعبد الضوء.
ولذلك قال بعض أهل العلم: بأن الصلاة تبطل بمثل هذا الخطأ.
ومن الأخطاء كذلك: كسر الباء في قوله تعالى: ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ))، وكسر النون في:((وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ))، ومن الأخطاء كذلك: وصل همزة القطع في قوله تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}[الفاتحة:٧]، وبعض إخواننا في الجزيرة العربية يقرءون:((غَيْرِ الْمَغْظُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الظَّالِّينَ))، وإن كان هذا مما يعفى عنه إن شاء الله؛ لقرب المخارج.
فمن أبدل همزة القطع بهمزة الوصل في قوله تعالى:((أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ))، فصلاته باطلة، وكذلك من قال:((إِيَّاكَ نَعْبُدُ))، بتخفيف الياء في إياك.
ومن الناس من إذا سمع الإمام يقرأ:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة:٥]، قال: استعين بالله، فهذا صلاته باطلة عند جماعة من أهل العلم، فينبغي أن يبين له أن هذا لم ترد به السنة، وأن بعض العلماء يعد هذا الكلام من جنس الكلام الأجنبي الذي تبطل به الصلاة، ومنهم من إذا قرأ الإمام:{وَلا الضَّالِّينَ}[الفاتحة:٧]، قال: رب اغفر لي ولوالدي وللجيران والأحباب والإخوان، ويدعوا بدعوات ما أنزل الله بها من سلطان، ظاناً أن الناس إذا قالوا:(آمين) فإنما يؤمنون على دعائه، والناس إنما يؤمنون على دعاء الإمام؛ لأن الله عز وجل يقول إذا قرأ المصلي:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة:٥](هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل).