مسألة: كيف نطهر النجاسة؟ الشيء النجس لا يخلو من حالتين: إما أن يكون نجساً بذاته كالبول والغائط والخنزير والدم المسفوح فهذا لا يمكن تطهيره؛ لأن نجاسته ذاتية، مثلاً الدم، لا يمكن تطهيره، فالدم نجس، والبول كذلك، فهذا نجس بذاته.
وإما أن يكون متنجساً، وليس نجساً، وإنما هو طاهر، لكن حصلت فيه نجاسة، فهذا نسميه متنجساً، ومثال المتنجس: ثوب وقع فيه بول، والنعل وقع على الغائط، فنطهره بغسله في الماء الطهور إلى أن ينفصل عنها الماء طاهراً بلا أثر، يعني: أن النجاسة إذا كانت نجاسة مائعة أي: سائلة مثل البول والمذي إذا وقع على الثوب فيكفي أن أكاثره بالماء وأضربه إلى أن أصب الماء فينفصل طاهراً بذات لونه، ومعنى ذلك أن الثوب قد تطهر.
أما إذا كانت النجاسة يابسة فلا بُدَّ من إزالة عينها، فإذا وقع على الثوب دم ويبس، ففي هذه الحالة لا بد من إزالة عين هذه النجاسة، بمعنى: أني أعركه وأفركه وأحكه بأظافري، وأستعمل ما شاء الله إلى أن تزول عين هذه النجاسة، فمثل هذه النجاسة اللزجة لا بد أن أعركها.