بعض الفلاسفة أنكر وقوع العين، فقالوا: هذا غير معقول! كيف أن إنساناً يعاين الثاني فيقع؟! قال ابن القيم رحمه الله: وهؤلاء من أخف الناس عقولاً، وأكسفهم طباعاً، وأقلهم علوماً.
أي: أن الذي ينكر العين إنسان ليس عنده عقل.
قال الشيخ عطية رحمه الله: وهم محجوجون بكل موجود في الكون غير محسوس، يعني: أن عقولنا موجودة لكن أين هي؟! وأرواحنا موجودة لكن أين هي؟! وهذه الأشعة التي تستخدم في التقاط الصور الباطنة في باطن جسد الإنسان كيف هي؟ فلو أن الإنسان أصابه كسر أو أصيب بشيء في باطنه، فإنهم يوقفونه أمام جهاز ثم في لمح البصر هذا الجهاز ينقل ما في الداخل بصورة، وهذا كله الآن اخترعه البشر، وهو غير محسوس.
فالعين حق كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ولو كان شيء يسبق القدر لسبقته العين)، وقال:(وإن العين لتدخل الرجل القبر)، وقال:(أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله بالعين) فالعين حق، يقول بعض أهل العلم: إن الإنسان العائن إذا رأى الشيء وأعجبه تخرج من عينه قوة سنية تخترق الشيء المعين، يعني: مثل أشعة إكس الآن، فالعائن تخرج من عينه هذه الأشعة، لكنها سنية، فتخترق الشيء المعين، فيحدث الأثر بإذن الله، فقد يمرض، وقد يموت، وقد يحصل له خلل في تفكيره، وفي ذهنه، وهذا موجود الآن، فكثير من الطلاب يقول: أنا كنت جيد الفهم، مقبلاً على الدرس، وأجد راحة في المذاكرة، وفجأة صرت كلما أفتح الكتاب أغلقه ولا أستطيع أن أفهم، وربما لا أرى السطور، وهذا غالباً يكون من العين؛ لأن هذا الطالب لم يعتن بالأذكار الشرعية، ولم يعتن بأداء الصلوات في أوقاتها، ولذلك أصابه ما أصابه، وإذا أراد الله أمراً هيأ له الأسباب.