قال الله تعالى:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}[الشمس:٩] أي: من زكى نفسه وطهرها بالطاعات وبالإيمان، والتزكية في القرآن تنسب إلى الله {بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ}[النساء:٤٩]{وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا}[النور:٢١].
وأحياناً تنسب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام:{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ}[الجمعة:٢]، {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}[التوبة:١٠٣].
وأحياناً تنسب إلى الشخص، ومنه قوله في هذه الآية:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}[الشمس:٩].
تزكية النفس تكون بالطاعات، الصلاة، الطهارة، الزكاة، الصيام، ذكر الله، قراءة القرآن، الدعاء، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر، الدعوة إلى الله كل هذا تزكية للنفس.
ثم كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم:(اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها) فالتزكية من الله عز وجل.
{وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}[الشمس:١٠] قال أهل التفسير: دساها بالمعاصي، دساها أخفاها.
قال الإمام القرطبي: فأولئك علوا أنفسهم وزكوها، وهؤلاء أخفوا أنفسهم ودسوها، قال: وكذا الفاجر أبدا خفي المكان، فهو غامض الشخص، ناكس الرأس، زمر المروءة.
أي: قليل المروءة.
هذا هو الفاجر والعياذ بالله.
وقال بعض أهل التفسير: أخفاها في أهل الطاعات وهو ليس منهم.
(خاب من دساها) أي: يدس نفسه ويسلك بنفسه مع الصالحين وهو ليس منهم يسلك نفسه مع الصالحين ببعض المظاهر والأشكال، وهو يعلم من حاله أنه ليس صالحاً، {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}[الشمس:٩ - ١٠].