للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حقيقة العلقة ووجه ذكرها دون غيرها]

قوله: {خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ} العلقة: هي قطعة من الدم المتجمد، وهي المرحلة الثالثة أو الطور الثالث من خلق الإنسان؛ لأن الله عز وجل خلق الإنسان في سبعة أطوار، قال الله عز وجل: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا} [المؤمنون:١٢ - ١٤] ثم تأتي نسخ الروح: {ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون:١٤] ووجه ذكر ربنا العلق ولم يذكر مرحلة التراب ولا مرحلة النطفة لسببين: الأول: أن ظهور آيته في العلقة أبلغ؛ لأن النطفة تكون من الرجل وتكون من المرأة كلاً على حدة، أما العلقة فلا تكون من مجموعهما، قال عز وجل: {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ} [الإنسان:٢] أي: أخلاط، اختلطت نطفة المرأة بنطفة الرجل.

الثاني: أنهم ما رأوا مرحلة التراب، أي: ما شاهدوا خلق آدم عليه السلام، وقضية المني هذه بالنسبة إليهم أمر معتاد، وقضية العلقة كانوا يرونها بأنفسهم في حال إجهاض المرأة أو إسقاطها، وكانوا يعجبون من ذلك، فذكرها الله عز وجل.