للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مناسبة السورة لما قبلها]

هذه السورة المباركة لها صلة بالسورة التي قبلها، كما يقول الفخر الرازي: إن الله عز وجل عاب على أولئك الكفار الفجار صفات قبيحة، ومن بين هذه الصفات أربع صفات قاتلة، وهي: البخل، وترك الصلاة، والمراءاة، ومنع الخير عن الناس.

وذكر الله في هذه السورة أربع صفات مقابلة للصفات المذكورة في سورة الماعون: ففي مقابل البخل قال الله عز وجل: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر:١] أي: إنا أعطيناك الخير الكثير فأعط الكثير ولا تبخل، والكوثر هو الخير الكثير.

وفي مقابل ترك الصلاة قال الله عز وجل: ((فَصَلِّ))، وهذا الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي مقابل الرياء قال سبحانه: ((لِرَبِّكَ))، فصل لأجل مرضاة ربك لا مراءاة للناس.

وفي مقابل منع الخير عن الناس، قال الله عز وجل: {وَانْحَرْ} [الكوثر:٢] أي: انحر الأضحية وقد قال الله في الأضاحي: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [الحج:٢٨]، فهذا بذل للخير تجاه الناس.