المسألة الثالثة: الاستعاذة لها أركان ثلاثة: مستعيذ، ومستعاذ به، ومستعاذ منه.
أما المستعيذ: فأنا وأنت.
وأما المستعاذ به: فهو الله رب العالمين، الذي يعيذ من شاء من عباده، ويجيره، ويحميه، ويدفع عنه السوء.
وأما المستعاذ منه: فجميع الشرور والآثام، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، ودعاء لا يسمع، ويستعيذ بالله من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وغلبة الدين وقهر الرجال، وكان يستعيذ بالله من زوال نعمته، وفجأة نقمته، وتحول عافيته، وجميع سخطه.
وكان يستعيذ بالله من الكفر والفقر، ومن عذاب القبر.
وكان يستعيذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال، هذه كلها شرور نستعيذ بالله منها.